للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعبدِ الرحمن بن عوفٍ، عن عائشةَ، قالت: كان آخِرَ الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوضوءُ ممّا مسَّتِ النارُ (١). فهذا كلُّه يعضُدُ مذهبَ ابن شهابٍ في هذا الباب.

ذكَر ابنُ وهبٍ، عن يونسَ بن يزيدَ، وعبدُ الرزاق (٢)، عن معمرٍ، جميعًا عن ابن شهابٍ، عن سالمٍ، عن أبيه: أنه كان يتوضَّأُ ممّا مسَّتِ النارُ.

وذكَر عبدُ الرزاق (٣)، عن معمرٍ، عن أيوب، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، مثلَه. وعن ابن جُريج، قال: أخبرني نافعٌ، عن ابن عمرَ: كان لا يَطعمُ طعامًا - مسَّته النارُ أو لم تَمسَّه - إلَّا توضَّأ، وإن شرِبَ سَوِيقًا توضَّأ.

قال أبو عُمر: كان ابنُ عمرَ يتوضَّأُ لكلِّ صلاةٍ (٤)، وقد رُوِيَ عن ابن عمرَ تركُ الوُضوءِ ممّا مسَّتِ النارُ؛ ذكَره أبو بكر بن أبي شيبةَ، عن هُشيم، عن حُصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمرَ (٥). وعن وكيع، عن مِسعرٍ، عن جَبلةَ، عن ابن عمرَ (٦). وروايةُ أهلِ المدينةِ عنه أصحُّ.


(١) انفرد به المصنف بهذا الإسناد، وحديث عائشة في ذلك أخرجه مسلم (٣٥٣) مرفوعًا من رواية عروة عنها.
(٢) في المصنف ١/ ١٧٤ (٦٧١) و (٦٧٣)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط ١/ ٢١٤ (١٠٥).
(٣) لم نقف عليه في المطبوع من "مصنفه" من الوجهين المذكورين.
(٤) وقع معنى ذلك في آخر حديث عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، وفيه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالوضوء لكلِّ صلاةٍ. . ." وفي آخره: "وكان ابن عمر رضي الله عنهما يرى أن به على ذلك قوّةً، فكان لا يَدَعُ الوُضوءَ لكل صلاةٍ" أخرجه الدارميُّ في سننه (٦٨٤) وإسناده صحيح.
(٥) المصنف (٥٤٠) و (٢٤٩٣٩) و (٢٤٩٤٤).
(٦) في المصنِّف (٥٤١). وهُشيم: هو ابن بشير السُّلمي. وحُصَين: هو ابن عبد الرحمن، أبو الهُذيل السُّلمي. ومجاهد: هو ابن جبر، أبو الحجّاج القرشي، وهذا إسناد صحيح إلى ابن عمر. ووكيع في الإسناد الثاني: هو ابن الجرّاح الرُّؤاسي، ومِسْعَر: هو ابن كِدام. وجَبَلة: هو ابن سُحَيم التَّيمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>