(٢) وهذا يعني بأنّ قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} يتناول الفرائضَ والنوافل، فعُطِفَ عليه "الوسطى" وأُريد به كلّ الفرائض تأكيدًا لها؛ قاله الحافظ ابن حجر في الفتح ٨/ ١٩٧، ١٩٨ في سياق ذكره لاختلاف السلف في المراد بـ "الصلاة الوسطى" وبسطه لأقوالهم التي بلغت تسعة عشر قولًا، وأضاف: "واختار هذا القول ابن عبد البر"، وقد تعقَّب ابن كثير في تفسيره ١/ ٦٥٣ هذا القول واستغربه، فقال: "وفي صحّته أيضًا نظر، والعجب أنّ هذا القول اختاره الشيخ أبو عمر بن عبد البَرِّ النَّمري، إمامُ ما وراء البحر، وإنها لإحدى الكُبَرِ، إذ اختاره - مع اطِّلاعه وحفظِه - ما لم يَقُم عليه دليلٌ من كتاب ولا سُنّةٍ ولا أثرٍ! ".