للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا الإسنادِ عن ابنِ جريجٍ، قال: أخبَرني زيادٌ، أنَّ ثابتًا مولَى عبدِ الرحمنِ بنِ زيدٍ أخبرَه (١)، أنَّه سمِع أبا هريرةَ يقولُ: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يسلِّمُ الرَّاكبُ على الماشي، والماشي على القاعدِ، والقليلُ على الكثير" (٢).

ومعَنى قولِه: "أجزَأ" في الابتداءِ؛ أي: أجزَأ في السُّنَّةِ المندوبِ إليها. كما يقالُ: مَن أتى الوليمةَ أجزأه التَّبريكُ والدُّعاءُ إذا كان صائمًا. وإنَّما قلنا هذا بدليل إجماعِهم على أنَّ الابتداءَ بالسَّلام سنَّةٌ، وأنَّ الرَّدَّ فرض، على ما ذكَرنا مِن اختلافِهم في تَعيينه وكفاييه، والابتِداءُ ليس كذلك عندَ جميعِهم.

أخبَرنا عبدُ الرحمنِ (٣)، قال: حَدَّثَنَا عليٌّ، قال: حَدَّثَنَا أحمدُ (٤)، قال: حَدَّثَنَا سُحنونٌ (٥)، قال: حَدَّثَنَا ابنُ وهبٍ (٦)، قال: حدَّثني جريرُ بنُ حازمٍ، عن سليمانَ بنِ مِهرانَ، عن زيدِ بنِ وهبٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قال: "السلامُ اسمٌ مِن أسماءِ الله عزَّ وجلَّ، وضَعه في الأرضِ، فأفشُوه بينكم، فإنَّ الرجلَ إذا سلَّم على القوم


= وأخرجه مرفوعًا ابن حبان (٤٩٨)، والبزار كما في كشف الأستار (٢٠٠٦) من طريق محمد بن معمر، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، عن ابن جريجٍ، عن أبي الزبير، عن جابر.
قال بشار: وإسناد الموقوف أقوي، لا سيما وقد صَرّح فيه ابن جريجٍ وأبو الزبير بالسماع، فانتفت شبهة تدليسهما، أما المرفوع فقد عنعنه أبو الزبير. على أنَّ متن المرفوع صحيح من غير حديث جابر بن عبد الله، كما في الحديث الآتي.
(١) في ق: "أخبرهم".
(٢) أخرجه البيهقي في الكبرى ٩/ ٢٠٣ (١٩١٨٩) من طريق الحارث بن أبي أسامة، به، وأخرجه أحمد في المسند ١٤/ ٦٣ (٨٣١٢)، والبخاري (٦٢٣٣)، وفي الأدب المفرد (٩٩٣)، ومسلم (٢١٦٥)، وأبو داود (٥١٩٩) من طرقٍ عن روح بن عبادة، به.
(٣) هو عبد الرَّحمن بن يحيى العطار، وشيخه علي: هو ابن محمد بن مسرور الدباغ.
(٤) هو أحمد بن أبي سليمان، المعروف بالصَّوافّ.
(٥) سُحنون بن سعيد بن حبيب التَّنوخي.
(٦) هو عبد الله بن وهب بن مسلم المصري، صاحب "الموطأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>