للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابنُ وَهْب، قال: أخبرني عَمْرُو بنُ الحارث، أنَّ درَّاجًا أبا السَّمْح حدَّثَه، عن أبي الهَيْثَم، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن رسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال مُوسَى: يا ربّ، علِّمْني شيئًا أذكُرُكَ بِه، وأدْعُوكَ بِه. قال: يا مُوسَى، قُلْ: لا إلهَ إلَّا الله. قال مُوسَى: يا ربِّ، كلُّ عِبَادكَ يقولُ هذا. قال: قُلْ: لا إلهَ إلَّا الله. قال: لا إلهَ إلّا أنْتَ، إنَّما أُريدُ شيئًا تخُصُّني به. قال: يا مُوسَى، لو أنَّ السَّماواتِ السَّبع، وعامِرَهُنَّ غيري، والأرَضِينَ السَّبع في كفَّة، ولا إلهَ إلّا اللهُ في كفَّةٍ، مالت بِهنَّ لا إلهَ إلّا اللهُ" (١).

وروى يزيدُ بنُ بشيرٍ، عن سَلْم (٢) بنِ المُغير، عن مالكِ بن أنس، عن جَعْفَرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه (٣)، عن جدِّه، أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال كُلَّ يوم مئةَ مرَّةٍ: لا إلهَ إلّا اللهُ، الحقُّ المُبِينُ. كان له أمانًا مِنَ الفَقْرِ، وأُنْسًا مِن وحْشَةِ القَبْرِ، واستجْلَبَ بِه الغِنَى، واستقْرَعَ بِه بابَ الجَنَّةِ" (٤). وهذا حديثٌ غريبٌ مِن حديثِ مالكٍ، لا يَصِحُّ عنه، واللهُ أعلم.


(١) أخرجه النسائي في الكبرى ٩/ ٣٠٧ (١٠٦٠٢) و ٩/ ٤١٩ (١٠٩١٣)، وابن حبّان في صحيحه ١٤/ ١٠٢ (٦٢١٨)، والطبراني في الدُّعاء (١٤٨٠)، وأبو بكر ابن المقرئ في الأربعون (٦٥)، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٢٨، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٣٢٧، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٨٥) من طرقٍ عن عبد الله بن وهب، به.
وإسناده ضعيف، أبو السَّمْح -وهو درّاج بن سمعان المصري- ضعيفٌ، ضعَّفه أحمد بن حنبل والنسائي وأبو حاتم الرازيّ وغيرهم كما في تحرير التقريب (١٨٢٤)، وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو العُتْواري المصري، ثقة، ولكن في رواية درّاج عنه ضعف.
(٢) في م: "سليمان"، وهو خطأ.
(٣) هو محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
(٤) أخرجه الدارقطني في غرائب مالك كما في لسان الميزان ٣/ ٦٥ (٢٤١) في ترجمة سَلْم بن المغيرة من طريقه عن مالك جعفر بن محمد عن أبيه، به دون ذكر جدِّه.
وأخرجه أبو بكر ابن المقرئ في المنتخب من غرائب مالك (١٧)، والخطيب البغدادي في تاريخ مدينة السلام ١٤/ ٣٢١ (٤٢١٢)، وابن عساكر في معجم الشيوخ ١/ ٢٣٣، وابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٣٥٣ (١٤٠٢) من طرق عن الفضل بن غانم عن مالك، به. والفضل به غانم ليس بالقويّ كما ذكر الدارقطني في علله ٣/ ١٠٦ - ٣٠٧ (٣٠٨) بعد أن بيَّن فيه الاختلاف على مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>