للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا دليل على أنَّه كان يصومُ العاشرَ إلى أن مات، ولم يَزَلْ يصومُه حتى قَدِمَ المدِينَةَ، وذلك محفوظٌ من حديثِ ابنِ عباسٍ، وفي مُواظَبَتِه على صِيامه دليلٌ على فَضْلِه، واللّهُ أعلمُ.

والآثارُ عن ابنِ عباسٍ في هذا البابِ مُضْطَرِبَةٌ مُخْتَلِفَةٌ، لكنْ ما ذكَرَه ابنُ وَهْبٍ ووكيع أصَحُّ من حديثِما زيدٍ العَمِّيِّ، ومن حديثِ الحَكَمِ بنِ الأعْرَج، واللّهُ أعلمُ. ومَن صام يَوْمَيْن كان على يَقِينٍ من صِيامِ عاشوراء. وقال صاحِبُ "العَيْنِ" (١): وعاشُوراءُ اليومُ العاشرُ من المُحَرَّمِ. قال: ويُقالُ: التاسِعُ.

حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ نَصرٍ، قال: حَدَّثَنَا قاسِمُ بنُ أصبغَ، قال: حَدَّثَنَا ابنُ وضّاح، قال: حَدَّثَنَا ابنُ مِقْلاصٍ، عن ابنِ وَهْبٍ، قال: حدَّثني مُعاويَةُ، قال: حَدَّثَنَا أبو جَبَلةَ (٢): قال: كنا مع ابنِ شهابٍ يومَ عاشوراء في سَفَرٍ، وكان يأمُرُ بفِطْرِ رَمَضانَ في السفرِ. قال: فرأيْتُه صائمًا في يومِ عاشُوراء، فقلتُ له: يا أبا بكرٍ، تصومُ يومَ عاشُوراء في السفرِ وأنت تُفْطِرُ في رمضانَ في السَّفَرِ؟ فقال: إنَّ رَمضانَ له عِدَّةٌ من أيام أُخَرَ، وإن يومَ (٣) عاشُوراء يفُوتُ (٤).


(١) العين ١/ ٢٤٩.
(٢) في م: "خليفة"، وهو تحريف.
(٣) قوله: "إن يوم" سقط من م.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٣٧٩٨) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية - وهو ابن صالح - به.

<<  <  ج: ص:  >  >>