للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عُمر: يريد أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزّبير، وسعيد بن المسيِّب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وهؤلاء الستة هم فقهاء وقتهم بالمدينة، وهو سابعهم (١).

وذكر محمد بن خلف المعروف بوكيع (٢)، صاحب التاريخ والأخبار (٣)، قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب المَوْصليّ، قال: حدَّثنا إسماعيل بن ريّان الطّائيّ، قال: سمعتُ ابنَ إدريس يقول: كان عِراك بن مالك وأبو بكر بن حَزم وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة يتجالسون بالمدينة زمانًا، ثم إنّ ابنَ حَزْم صار إلى الإمارة فمرّا بعُبيد الله ولم يسلّما، ولم يقفا به، وكان ضريرًا، فأُخْبِرَ بذلك، فأنشأ يقول:

ألا ابلغا عنّي عِراكَ بن مالكٍ ... ولا تدعا أنْ تُثْنيا بأبي بكرِ

لقد جعلت تبدو شواكلُ مِنكما ... كأنّكما بي موقران من الصّخرِ

فكيف تريدان ابنَ ستّينَ حِجّةً ... على ما أتى وهو ابنُ عشرين أو عشرِ

فمُسّا تُرابَ الأرضِ منها خُلقتما ... وفيها المَعَادُ والمصيرُ إلى الحَشْرِ

ولا تَعْجبا أنْ تُؤتَيا وتُكلَّما ... فما حُشِيَ (٤) الأقوامُ شرًّا من الكِبرِ

لقد علِقتْ دلْواكُما دلوَ حُوّلٍ ... من القوم لا وَغْل المِراس ولا مُزْرِ

فطاوعتما بي عاذلًا ذا مَعاكةٍ ... لعَمْري لقد أورى وما مثلُه يُوري

فلولا اتّقاءُ الله من قبْل فيكما ... لَلُمتُكُما لومًا أحرّ من الجَمْرِ (٥)


(١) ذكر هذا الزُّبير بن بكَّار، كما نقل عنه أبو الفرج في الأغاني ٩/ ١٧٣، دون قوله: "وهو سابعهم".
(٢) أخبار القُضاة ١/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٣) قوله: "صاحب التاريخ والأخبار" لم يرد في ج.
(٤) في م: "خشي"، والمثبت من الأصل، وهو مجوّد التقييد فيه.
(٥) وأخرج هذه القصَّة مع الأبيات أيضًا: الفَسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٥٦١ - ٥٦٢، وأبو الفرج في الأغاني ٩/ ١٦٩ من طريق وكيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>