للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغربِ بـ: {وَالطُّورِ}. قال سفيانُ: فقالوا في هذا الحديثِ: إنَّ جُبيرًا قال: سمِعتُها مِن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا مُشركٌ، فكاد قلبِي يطيرُ حينَ قرَأ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}. ولم يقلْه لنا الزهريُّ (١).

وحَدَّثَنَا عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ أسدٍ، قال: حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ عثمانَ بنِ السَّكَنِ، قال: حَدَّثَنَا محمدُ بنُ يُوسفَ (٢)، قال: حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ، قال (٣): حَدَّثَنَا الحميديُّ، قال (٤): حَدَّثَنَا سفيانُ، قال: حدَّثوني (٥) عن الزهريِّ، عن محمدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعم، عن أبِيه، قال: سمِعْتُ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأُ في المغرب: {وَالطُّورِ}، فلمَّا بلَغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: ٣٥ - ٣٧] كاد قلبِي يطيرُ (٦). قال سفيانُ، فأمَّا أنا، فإني سمِعْتُ الزهريَّ يُحدِّثُ عن محمدِ بنِ جُبيرٍ، عن أبيه، قال: سمِعْتُ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأُ في المغربِ بـ {وَالطُّورِ}، ولم أسمعْه زادَ الذي قالوا لي.


(١) وأخرجه أيضًا: ابن ماجة في السنن (٨٣٢)، والسَّرَّاج في مسنده، ص ٨٠ (١٤٦)، كلاهما عن محمد بن الصبَّاح، عن سفيان، به.
(٢) يعني: الفربري.
(٣) الصحيح (٤٨٥٤).
(٤) المسند (٥٥٦) ولم يذكر قوله: "أم خُلقوا من غير شيء ... "، ولهذا قال في هذه الرِّواية: حدّثوني، وإلا فبقيَّته مسموع للحميدي من سفيان عن ابن شهاب.
(٥) قال ابن حجر في فتح الباري ٨/ ٦٥٣: اعترضه الإسماعيلي بما أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عُيَيْنة: "سمعت الزُّهري قال" فصرَّحا عنه بالسَّماع، وهما ثقتان، قلت (ابن حجر): وهو اعتراضٌ ساقط، فإنهما ما أوردا من الحديث إلَّا القدر الذي ذكره الحُميديُّ عن سفيان أنه سمعه من الزُّهْري، بخلاف الزِّيادة التي صرّح الحُميدي عنه بأنه لَمْ يسمعها من الزُّهَري، وإنما بلغته عنه بواسطة.
(٦) وأخرجه ابن ماجة في السنن (٨٣٢)، والسَّرَّاج في مسنده (١٤٦)، كلاهما عن محمد بن الصّبّاح، عن سفيان، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>