للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وحدَّثنا إبراهيمُ بن حمزةَ، قال: حدَّثنا عبدُ العزيزِ بن محمدٍ، عن محمدِ بن أخي الزُّهْريِّ، عن عمِّهِ، عن عطاءِ بن يزيدَ، أنَّ عبد (١) الله بن عديٍّ، قال: أخبرني رجُلٌ من الأنصارِ، من أصحابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّهُ بينما هُو جالسٌ عندَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، جاءهُ رجُلٌ من الأنصارِ، فسارَّهُ يَسْتأذِنُهُ في قتلِ رجُلٍ من المُنافِقين، فلم يُدْرَ ما قال لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هُو يجهَرُ، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوليسَ يشهَدُ أن لا إله إلّا اللهُ؟ " قال: بلى يا رسُولَ الله ولا (٢) شهادَةَ لهُ، قال: "أوليسَ يشهَدُ أنَّ محمدًا رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - " قال: بلى يا رسُول الله، ولا شهادَةَ لهُ. قال: "أوليسَ يُصلِّي؟ " قال: بلى يا رسُولَ الله، ولا صلاةَ لهُ. قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أولئكَ الذينَ نهاني اللهُ عنهُم".

قال القاضي: هكذا في كِتابِنا: عطاءُ بن يزيدَ، أنَّ عبدَ الله بن عديٍّ قال: أخبَرني رجُلٌ من الأنصارِ. وإنَّما هُو عُبيدُ الله بن عديِّ بن الخيارِ.

فقدِ اتَّفقَ على ذلك: مالكُ بن أنسٍ، وليثُ بن سعدٍ، وسُفيانُ بن عُيينةَ، ومَعْمرُ بن راشِدٍ، وابنُ جُريج، وأبو أُويسٍ، وهُم سبعةٌ بابنِ أخي الزُّهْريِّ، هؤُلاءِ النَّفرُ السَّبعةُ، وليس فيهم أجودُ رِوايةً من مَعْمرٍ، إن كان عبدُ الرَّزّاقِ ضبطَ عن مَعْمرٍ، لأنَّهُ جعلهُ: عن عُبيدِ الله بن عديِّ بن الخيارِ، عن عبدِ الله بن عديٍّ الأنصاريِّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٣).

قال القاضي: وعبدُ الله بن عديٍّ هذا رجُلٌ من الأنصارِ، وليسَ هُو عبدَ الله بن عديِّ بن الحَمْراءِ، الذي رَوَى حديثَهُ الزُّهْريُّ، عن أبي سلمَةَ، عن عبدِ الله بن


(١) في ر ١: "عبيد الله". وانظر ما سيأتي بعده من قول القاضي إسماعيل.
(٢) في ض: "ولكن لا" وكذا في الموضع التالي.
(٣) قد بيّنّا قبل قليل نقلًا عن أبي حاتم الرازي، أنّ هذا من أوهام عبد الرزّاق، فلم يضبطه عن معمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>