للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناوَلَني، فَشرِبتُ، فقلتُ: يا رسُولَ الله، إنِّي كُنتُ صائمَةً، ولكِنِّي كرِهتُ أن أرُدَّ سُؤرَكَ، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن كانَ من قَضاءِ رَمَضانَ، فاقْضِي يومًا مكانهُ، وإن كان من غيرِ قَضاءِ رمضان، فإن شِئتِ فاقْضِي وإن شِئتِ فلا تَقْضِي".

اختُلِفَ في هذا الحديثِ على سِماكٍ وغيرِهِ، وهذا الإسنادُ أصحُّ إسنادٍ لهذا الحديثِ (١)، وما خالَفهُ فلا يُعرَّجُ عليه.

ورواهُ شُعبةُ كذلك عن سِماكٍ، قال شُعبةُ: وكان سِماكٌ يقولُ: حدَّثني ابنا أُمِّ هانئ، فرَوَيتُهُ عن أفْضلِهِما.

واحتجَّ الشّافِعيُّ أيضًا لجِوازِ الفِطْرِ في التَّطوُّع، بأن قال (٢): حدَّثنا سُفيانُ بن عُيَينةَ، عن طَلْحةَ بن يحيى، عن عَمَّتِهِ عائشةَ بنتِ طلحةَ، عن عائشةَ، قالت: دخَلَ عليَّ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: إنّا خبَّأنا لكَ حَيْسًا، فقال: "أما إنِّي كُنتُ أُرِيدُ الصَّوم، ولكن قرِّبِيهِ".

قال (٣): وأخبرنا سُفيانُ، عن جَعْفرِ بن محمدٍ، عن أبيهِ، عن جابرٍ، قال: خرَجَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من المدِينةِ، حتَّى إذا كان بكُراع الغمِيم وهُو صائمٌ، رفَعَ إناءً فوَضَعهُ على يدِهِ وهُو على الرَّحلِ (٤)، فشرِبَ والنّاسُ يَنْظُرُونَ.

قال: وهذا لِما كانَ لهُ أن يدخُل في الصَّوم والسَّفرِ (٥)، وأن لا يدخُلَ، وكان مُخيَّرًا في ذلك، كان لهُ إذا دخَلَ فيه أن يخرُج منهُ، فالتَّطوُّعُ بهذا أولى.


(١) هكذا قال، وتقدم قول النسائي فيه.
(٢) أخرجه الشافعي في مسنده، ص ٨٤، ١٠٦.
(٣) أخرجه الشافعي في مسنده، ص ٨٥.
(٤) زاد هنا في مصدر التخريج: "فحبس من بين يديه، وأدركه من وراءه".
(٥) في م: "الصوم في السفر"، والمثبت من ش ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>