للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُقالُ: إنَّ الأخاشِبَ اسمٌ لجبالِ مَكَّةَ، ومنًى خاصَّةً (١).

قال إسماعيلُ بن يَسارٍ النَّسائيُّ (٢):

ولعَمْرُ من حُبِسَ الهديُ لهُ ... بالأخْشَبينِ صَبِيحةَ النَّحرِ

وقال العامريُّ في بَيْعةِ ابن الزُّبير:

نبايِعُ (٣) بين الأخْشَبين وإنَّما ... يَدُ الله بين الأخْشَبينِ نبايعُ

وأمّا قولُهُ: "سُرَّ تحتها سَبْعُونَ نبيًّا". ففيه قولان: أحدُهُما: أنَّهُم بُشِّرُوا تحتها بما سرَّهُم، واحِدًا بعد واحِدٍ، أو مُجتمِعينَ، أو نُبِّئُوا تحتها، فسُرُّوا، من السُّرُورِ.

والقولُ الآخرُ: أنَّها قُطِعت تحتها سُرَرُهُم، يعني وُلدُوا تحتها، يُقالُ: قد سُرَّ الطِّفلُ، إذا قُطِعت سُرَّتُهُ.

وفي هذا الحديثِ دليلٌ على التَّبرُّكِ بمَواضِع الأنبياءِ والصّالحينَ، ومَقاماتِهِم ومَساكنِهِم، وإلى هذا قصَدَ عبدُ الله بن عُمر بحديثهِ هذا، واللّه أعلمُ.

وليسَ في هذا الحديثِ حُكمٌ من الأحْكام.

وفيه الحديثُ عن بني إسرائيل، والخَبرُ عن الماضين، وإباحَةُ الخوضِ في أخْبارِهِم، والتَّحدُّثِ بها.


(١) زاد هنا في ض، م: "قال الخليل".
(٢) انظر البيت في الأغاني ٤/ ٤٢٦.
(٣) في م: "يبايع".

<<  <  ج: ص:  >  >>