كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

مالك، عن نافع مولى ابن عمر - ٢٣ - ج: 9 - ص: 39

معناهُ عِندي مُنقطِعُ الحُجَّةِ، واللهُ أعلمُ.

وذكَرهُ ابنُ أبي شَيْبةَ (١)، عن ابنِ فُضَيل (٢)، عن يزيدَ بن (٣) أبي زيادٍ، عن عيسَى بن فائدٍ، قال: حدَّثني فُلانٌ، عن سَعْدِ بن عُبادةَ، سَمِعهُ من النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -.

وقال ابنُ عُيَينةَ، في معنَى حديثِ سعدِ بن عُبادةَ هذا، وما كان مِثلَهُ: إنَّ ذلك في تَرْكِ القُرآنِ وتركِ العَملِ بما فيه، وأنَّ النِّسيانَ أُريدَ به هاهُنا التَّركُ، نحوَ قولِهِ: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: ٣٤].

قال: وليسَ منِ اشْتَهى حِفظَهُ وتَفلَّت منهُ: بناسٍ لهُ، إذا كان يُحِلُّ حلالَهُ، ويُحرِّمُ حَرامَهُ؛ لأنَّ هذا ليسَ بناسٍ لهُ.

قال: ولو كان كذلكَ، ما نُسِّي النَّبيُّ عليه السَّلامُ منهُ شيئًا، وقد نُسِّي، وقال: "أذْكَرنَي (٤) هذا آيةً نُسِّيتُها" (٥)، وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا

---

=وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد ضعيف، وعيسى الَّذي يروي عنه، وهو عيسى بن فائد، كما سيأتي، مجهول، فضلًا عن يزيد بن أبي زياد قد اضطرب فيه فمرة يرويه عن رجل اسمه عيسى من أهل الجزيرة، ومرة يرويه عن رجل، عنه.
(١) في المصنَّف (٣٠٦١٧) و (٣٣٢٢٠)، وأخرجه البزَّار في مسنده ٩/ ١٩٢ (٣٧٣٩) من طريق محمد بن فضيل، به. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، ص ٢٠٢، من طريق يزيد بن أبي زياد، به، وإسناده ضعيف كما تقدَّم.
(٢) في م: "ابن فضل"، محرف. وهو محمد بن فضيل بن غزوان بن جَرِير الضَّبِّيّ، أوعبد الرحمن الكوفي. انظر: تهذيب الكمال ٢٦/ ٢٩٣.
(٣) في م: "عن"، وهو تحريف. وهو يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، أبو عبد الله الكوفي. انظر: تهذيب الكمال ٣٢/ ١٣٦.
(٤) في الأصل، م: "ذكرني".
(٥) أخرجه ابن راهوية في مسنده (٦٢٩، ٦٣٠)، وأحمد ٤٠/ ٣٩١ - ٣٩٢ (٢٤٣٣٥)، والبخاري (٢٦٥٥، ٥٠٣٧، ٥٠٤٢، ٦٣٣٥)، ومسلم (٧٨٨)، وأبو داود (١٣٣١، ٣٩٧٠)، والنَّسَائي في الكبرى ٧/ ٢٥٣ (٧٩٥٢)، وأبو يَعْلَى (٤٤٩٢)، وابن حِبَّان ١/ ٣١١ (١٠٧)، والبيهقي في الكبرى ٣/ ١٣٢، من حديث عائشة. وانظر: المسند الجامع ٢٠/ ٢٣٨ - ٢٣٩ (١٧٠٨٦).