للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلُّ ما يُعلَّقُ بعدَ نُزُولِ البَلاءِ من أسماءِ (١) اللَّه عزَّ وجلَّ وكِتابِهِ، رَجاءَ الفَرج والبُرءِ من اللَّه عزَّ وجلَّ، فهُو كالرَّقيِ المُباح، الذي ورَدَتِ السُّنّةُ بإباحتِهِ من العَينِ وغيرِها.

وقد قال مالكٌ رحِمهُ اللَّه: لا بأسَ بتَعليقِ الكُتُبِ التي فيها أسماءُ (٢) اللَّه عزَّ وجلَّ على أعناقِ المرضَى، على وَجْهِ التَّبرُّكِ بها، إذا لم يُرِد مُعلِّقُها بتَعليقِها (٣) مُدافَعةَ العَينِ (٤).

وهذا مَعناهُ قبلَ أن ينزِل به شيءٌ من العينِ، (٥) ولو نزلَ به شيءٌ من العَينِ، جازَ الرَّقيُ عندَ مالكٍ وتعليقُ الكُتُبِ، ولو علم العائنُ، لكان الوجهُ في ذلك اغتِسالَ العائنِ للمَعينِ (٦)، على حسَبِ ما مَضَى من ذلك مُفسَّرًا، في بابِ ابنِ شِهابٍ.

وأمّا تخصيصُ الأوتارِ بالقَطْع، وأن لا تُقلَّدَ الدَّوابُّ شيئًا من ذلك قبلَ البَلاءِ ولا بَعدهُ، فقيل: إنَّ ذلك لئلّا تختنِق بالوَترِ في خَشَبةٍ، أو شجَرةٍ، فتقتُلها، فإذا كان خَيْطًا انقطعَ سريعًا.

وقد قيلَ في معنى الأوتارِ غيرُ هذا، على ما نذكُرُهُ في آخِرِ هذا البابِ إن شاءَ اللَّه.

أخبَرنا عبدُ الرَّحمنِ بن يحيى، قِراءةً منِّي عليه، أنَّ عليَّ بن محمدٍ حدَّثهُم، قال: حدَّثنا أحمدُ بن داودَ، قال: حدَّثنا سحنُونُ، قال: حدَّثنا ابنُ وَهْب، قال (٧):


(١) من هنا إلى قوله: "اللَّه عزّ وجلّ. . . " في السطر الآتي لم يرد في ي ١.
(٢) في ي ١: "ذكر".
(٣) عبارة ي ١: "بتعليقه إيّاها".
(٤) انظر: الاستذكار ٨/ ٣٩٧. وانظر فيه أيضًا ما بعده.
(٥) من هنا إلى قوله في السطر الآتي: "لكان الوجه" لم يرد في ي ١.
(٦) عبارة ي ١: "الاغتسال" بدل قوله: "اغتسال العائن للمعين".
(٧) أخرجه في جامعه (٦٦٢). ومن طريقه أخرجه ابن حبان ١٣/ ٤٥٠ (٦٠٨٦)، والروياني في مسنده (٢١٧)، والحاكم في المستدرك ٤/ ٢١٦، والبيهقي في الكبرى ٩/ ٣٥٠، وإسناده ضعيف، لجهالة خالد بن عبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>