للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيءٌ على شيءٍ، وأنَّ الأسنان كلَّها سواءٌ: الثَّنايا والأضراس والأنيابُ، في كلِّ واحِدٍ منها خمسٌ خمسٌ من الإبِلِ، لا يُفضَّلُ شيءٌ منها على شيءٍ. على ما في كِتابِ عَمرِو بن حزم.

وقد رُوي عن بعضِ السَّلفِ من الصَّحابةِ تَفضِيلُ الثَّنايا، ومُقدَّم الفَم.

وعن طاوُوسٍ وسعيدِ بن المُسيِّبِ وعَطاءٍ (١)، في دِيةِ الأسْنانِ خِلافٌ لهذه الآثارِ.

ولا معنى لقولِهِم؛ لأنَّ السُّنّةَ التي فيها الحُجّةُ ثبتت (٢) بخِلافِهِ.

ذكَرَ عبدُ الرَّزّاقِ (٣)، قال: أخبَرنا ابنُ جُرَيج، قال: أخبَرنا عَمرو (٤) بن مُسلِم، أنَّهُ سمِعَ طاوُوسًا يُفضِّلُ النّابَ أعْلَى الفَم وأسفلهُ، على الأضْراسِ، وأنَّهُ قال: في الأضْراسِ صِغارُ الإبِلِ.

قال (٥): وأخبَرنا ابنُ جُرَيج، قال: أخبَرني يحيى بن سعيدٍ، قال: قال سَعِيدُ بن المُسيِّبِ: قَضَى عُمرُ بن الخطّابِ فيما أقبَلَ من الفَم، أعْلَى الفَم وأسفلَهُ، بخَمسِ قَلائصَ، وفي الأضْراسِ ببعيرٍ بعيرٍ، حتّى إذا كان مُعاويةُ، وأُصيبَتْ أضراسُهُ، قال: أنا أعلَمُ بالأضْراسِ من عُمرَ، فقَضَى فيها بخَمْسٍ خَمسٍ.

قال سعيدٌ: فلو أُصيبَ الفمُ كلُّهُ في قَضاءِ عُمرَ، لنَقَصتِ الدِّيةُ، ولو أُصيبَ (٦)


(١) انظر: مصنَّف عبد الرزاق (١٧٤٩٨).
(٢) في الأصل، م: "تثبت".
(٣) في المصنَّف (١٧٥٠٥).
(٤) في الأصل، م: "عمر"، محرّف. وهو عمرو بن مسلم الجَنَديُّ اليماني. انظر: تهذيب الكمال ٢٢/ ٢٤٣.
(٥) عبد الرزاق في المصنَّف (١٧٥٠٧).
(٦) في م: "أصيبت".

<<  <  ج: ص:  >  >>