للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عُمر: ويَدْخُلُ في هذا البابِ، قولُهُ عليه السَّلامُ: "يُوشِكُ أن يكونَ خيرَ مالِ المُسلِم غَنمٌ، يَتْبعُ بها شَعَفَ الجِبالِ، ومَواقِعَ القَطْرِ، يفِرُّ بدينِهِ من الفِتَنِ" (١). وسيأتي ذِكرُ هذا الحديثِ في بابِ عبدِ الرَّحمنِ بن أبي صَعْصَعةَ، إن شاءَ اللَّه.

وإنَّما جاءَت هذه الأحاديثُ بذِكرِ الشِّعابِ، والجِبالِ، واتِّباع الغَنَم، واللَّهُ أعلمُ، لأنَّ ذلك هُو الأغْلَبَ في المواضِع التي يَعْتزِلُ فيها النّاسُ، فكلُّ مَوْضِع يبعُدُ عنِ النّاسِ، فهُو داخِلٌ في هذا المعنى، مِثلَ (٢) الاعْتِكافِ في المساجِدِ، ولُزُوم السَّواحِلِ للرِّباطِ والذِّكرِ، ولُزُوم البُيُوتِ، فِرارًا عن شُرُورِ النّاسِ؛ لأنَّ من نأى عنهُم، سَلِمُوا منهُ، وسلِمَ منهُم، لما في مُجالَستِهِم ومُخالَطتِهِم من الخَوْضِ في الغيبةِ، واللَّغوِ، وأنواع اللَّغَطِ (٣)، وباللَّه العِصمةُ والتَّوفيقُ، لا ربَّ غيرُهُ (٤).


(١) أخرجه في الموطأ ٢/ ٥٦٣ (٢٧٨).
(٢) زاد هنا في م: "اسم".
(٣) في م: "اللغظ".
(٤) إلى هنا انتهى المجلد السابع عشر من الطبعة المغربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>