للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرِها، إنَّما هُو من النّاقِلِينَ، فاعرِفْ ذلك وقِفْ عليه، وهذا قلَّما يكونُ إلّا من وَرع المُحدِّثِ وتثبُّتِهِ إن شاءَ الله.

وذكرَ المروزِيُّ، قال: حدَّثنا عَمرُو بن زُرارةَ، قال: أخبرنا إسماعيلُ، عنِ ابنِ عَوْنٍ، قال: كنتُ عِندَ القاسم بنِ محمدٍ، إذ جاءَهُ رجُلٌ، فقال: ماذا كان بين قَتادةَ وبين حَفْصِ بنِ عُمرَ (١) في أولادِ المُشرِكِينَ؟ قال: وتكلَّم (٢) رَبِيعةُ الرَّأي (٣) في ذلك؟ فقال القاسمُ: إذا اللهُ انْتَهى عِندَ شيءٍ، فانتهُوا وقفُوا عِندَهُ. قال: فكأنَّما كانت نارًا فأُطفِئَت.

قال أبو عُمر: وقد ذكَرْنا والحمدُ لله ما بَلَغنا عنِ العُلماءِ في معنَى الفِطرةِ التي يُولَدُ المولُودُ عليها، واختَرْنا من ذلك أصحَّهُ عِندَنا (٤) من جِهَةِ الأثَرِ والنَّظرِ بمَبْلغ اجْتِهادِنا، ولَعلَّ غيرَنا أن يُدرِكَ من ذلك ما لم يبلُغهُ عِلْمُنا، فإنَّ اللهَ يَفْتحُ لمن يَشاءُ من العُلماءِ فيما يشاءُ، ويحجُبُهُ عمَّن يشاءُ، ليَبِينَ العَجْزُ في البِريَّةِ، ويصِحَّ الكمالُ للخالِق ذي الجلالِ والإكرام.

وقد (٥) ذكَرْنا في الأطفالِ والحمدُ لله كثِيرًا مِمّا قالهُ العُلماءُ، ونَقلُوهُ، ودانوا به، واعتَقدُوهُ، من حُكمِهِم فيما يَصِيرُونَ إليه في آخِرتِهم، وبَقِي القولُ فيهم في أحكام الدُّنيا، فإنَّ من ذلك ما اجتَمَعَ عليه العُلماءُ، وما اختلفُوا فيه (٦)، ونَحنُ نَذكُرُهُ هاهُنا مُمهَّدًا بعَوْنِ الله وفَضْلِهِ إن شاء الله (٧).


(١) في د ٢، م: "عمير"، محرّف.
(٢) في د ٢، م: "أو تكلم".
(٣) في ت: "الرازي"، وهو تحريف.
(٤) هذه الكلمة سقطت من م. وفي د ٢: "عنهما".
(٥) هذا الحرف سقط من م، ت.
(٦) شبه الجملة سقط من م.
(٧) قوله: "إن شاء الله" لم يرد في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>