للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانفردَ يحيى لهذا الحديثِ بهذا الإسنادِ، وحصَلَ (١) عِندهُ هذا الحديث بهذينِ الإسنادينِ عن مالكٍ في "المُوطَّأ"، وليسَ ذلك عِند أحدٍ غير في "المُوطَّأ" والله أعلمُ.

وقد تقدَّم ذِكرُنا لذلك في بابِ ابنِ شِهابٍ، وقد يجُوزُ ويحتَمِلُ أن يكون عِندَ مالكٍ في هذا الحديثِ إسنادانِ، فيدخِلُ الحديثَ في "مُوطَّئهِ" بإسنادٍ واحِدٍ منهُما، ثُمَّ رأى أن يُردِفَ الإسناد الآخر إذ ذكرهُ، أو نشِطَ إليه، فأفادَ بذلك يحيى، وكان يحيى من آخِرِ من عَرَضَ عليه "المُوطَّأ"، ولكِنْ أهلُ العِلم بالحديثِ (٢) يجعلُونَ إسناد عبدِ الرَّحمنِ بن القاسم في هذا الحديثِ خطأً، لانفِرادِ واحِدٍ به عن الجماعةِ، ولأنّ فيه (٣): "انقُضِي رأسكِ وامتشِطِي"، وهذا لم يَقُلهُ أحدٌ عن عائشةَ غير عُروةَ، لا القاسمُ ولا غيرُهُ.

وقد أوضَحْنا ذلك كلَّهُ في بابِ ابنِ شِهابٍ عن عُروةَ من هذا الكِتابِ.

وأمّا معاني هذا الحديثِ، فقد مضى القولُ فيها في بابِ ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ من هذا الكِتابِ، والحمدُ لله كثِيرًا، فلا معنى لإعادَةِ ذلك هاهنا (٤).


(١) في م: "وحمل".
(٢) في د ٢: "ولكن أهل الحديث".
(٣) في الأصل، م: "وأما قوله: انقضي"، والمثبت من د ٢ وغيرها.
(٤) قوله: "فلا معنى لإعادة ذلك هاهنا" لم يرد في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>