للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنُو خَلْدةَ معرُوفُونَ بالمدِينةِ، لهم أحوالٌ، وشَرَفٌ، وجلالةٌ في الفِقهِ وحملِ (١) العِلم.

وأمّا حدِيثُ مالكٍ، عن عُثمان هذا، فهُو بلاغٌ.

مالكٌ (٢)، عن عُثمانَ بن حفصِ بن عُمرَ بن خلدةَ، عن ابن شِهابٍ: أنَّهُ بَلَغهُ: أنَّ أبا لُبابةَ بن عَبدِ المُنذِرِ حِينَ تابَ اللَّه عليه، قال: يا رسُولَ اللَّه، أَهجُرُ دارَ قَوْمِي التي أصْبتُ فيها الذَّنب، وأُجاوِرُكَ، وأنخلِعُ من مالي صَدَقةً إلى اللَّه، وإلى رَسُولهِ (٣)؟ فقال رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُجزِيكُ من ذلك الثُّلُثُ".

قال أبو عُمر (٤): هكذا هذا الحدِيثُ في "المُوطَّأ" عِندَ يحيى بن يحيى وطائفةٍ من رُواتِهِ، منهُمُ: ابن القاسم. ورَوَتهُ طائفةٌ، منهُمُ: التِّنِّيسِيُّ عبدُ اللَّه بن يُوسُف في "المُوطَّأ" عن مالكٍ: أنَّهُ بَلَغهُ أنَّ أبا لُبابةَ حِينَ تاب اللَّه عليه. . . الحدِيث. لم يَذْكُر عُثمان بن حفصٍ، ولا ابن شِهابٍ. وليس هذا الحدِيثُ في "المُوطَّأ" عِندَ القعنبِيِّ، ولا أكثرِ الرُّواةِ.

ورواهُ العُقَيليُّ، عن يحيى بن أيُّوبَ، عن ابن بُكيرٍ، عن مالكٍ، عن عُمرَ بن حَفْصِ بن عُمر بن خَلْدةَ، عن ابن شِهابٍ: أنَّ أبا لُبابةَ حِينَ تاب اللَّه عليه، فذكر الحدِيث. هكذا قال فيه العُقيليُّ: عن يحيى بن أيُّوبَ، عن ابن بُكيرٍ، عُمر بن حَفْصٍ. وأدخلهُ (٥) في بابِ عُمر من "تارِيخِهِ الكبِير" (٦) وهذا غلطٌ فاحِشٌ، ولا


(١) في م: "ومحل".
(٢) الموطأ ١/ ٦١٧ (١٣٨٤).
(٣) في الأصل، م: "إلى اللَّه ورسوله"، والمثبت من د ٢، وهو الذي في الموطأ.
(٤) "قال أبو عمر" من د ٢.
(٥) من هنا إلى قوله: "في هذا الحديث ولا غيره" سقط من د ٢.
(٦) لم يصل إلينا هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>