للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا حُجَّةَ فيه؛ لأنَّ الاختِلافَ في المُعوِّذاتِ، وفي فاتحةِ الكِتابِ أيضًا موجُودٌ بينَ الصَّحابةِ، وكذلك الاختِلافُ في تأوِيلِ كثِيرٍ من آيِ القُرآنِ، فدلَّ ذلك على أنَّ معنى الآيةِ غيرُ ما نزعَ به المُخالِفُ من ظاهِرِها، واللَّه أعلمُ.

قال أبو عُمر: العلاءُ بن عبدِ الرَّحمنِ ثِقةٌ، رَوَى عنهُ جماعةٌ من الأئمَّةِ، ولم يثبُت فيه لأحَدٍ جُرحَةٌ (١)، وهُو حُجَّةٌ فيما نقلَ، واللَّهُ أعلمُ.

وحدِيثُهُ في هذا البابِ يَقْضِي بأنَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ليسَتْ آيةً من فاتحةِ الكِتابِ، وهُو نصٌّ في مَوْضِع الخِلافِ لا يَحتمِلُ التَّأوِيل، وقد أمرَ اللَّه عِندَ التَّنازُع بالرَّدِّ (٢) إلى اللَّه ورسُولِهِ، وقدِ اختلَفَ السَّلفُ في هذا البابِ، وسلك الخلفُ سَبِيلهُم في ذلك، واختلَفتِ الآثارُ فيه، وحدِيثُ العلاءِ هذا قاطِعٌ لعُلَقِ (٣) المُتنازِعِين، وهُو أولى ما قيلَ به في هذا البابِ إن شاءَ اللَّهُ، واللَّه المُوفِّقُ للصَّوابِ.

حدَّثنا عبدُ الوارِثِ بن سُفيانَ، قال: حدَّثنا قاسمُ بن أصبغَ، قال: حدَّثنا محمدُ بن عبدِ السَّلام، قال: حدَّثنا محمدُ بن بشّارٍ. وحدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ بن عبدِ اللَّه بن خالدٍ، قال: حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ بن محمدِ بن شَيْبةَ البَغدادِيُّ، قال: حدَّثنا أبو خلِيفةَ الجُمحِيُّ الفضلُ بن الحُبابِ، قال: حدَّثنا مُسدَّدُ بن مُسرهدٍ. قالا: حدَّثنا يحيى، قال: حدَّثنا شُعبةُ، قال: حدَّثني خُبيبُ بن عبدِ الرَّحمنِ (٤)، عن حَفْصِ بن عاصِم، عن أبي سعِيدِ بن المُعلَّى، قال: مرَّ (٥) بي رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا في المسجِدِ، فدَعاني، فلم آتِهِ، فقال: "ما مَنعكَ أن تُجِيبنِي؟ " قُلتُ: إنِّي كُنتُ أُصلِّي. قال: "ألم يقُلِ اللَّه عزَّ وجلَّ:


(١) في ت، م: "حجة".
(٢) في ت، م: "بالرجوع".
(٣) في ت: "تعلق"، وفي م: "لتعلق".
(٤) في م: "حبيب بن عبد اللَّه الرحمن"، خطأ. وهو خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف الأنصاري الخزرجي، أبو الحارث المدني. انظر: تهذيب الكمال ٨/ ٢٢٧.
(٥) في د ٢: "أمرني"، وهو تحريف ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>