للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسِّواكُ، والاستنشاقُ بالماء، وقصُّ الأظفار، وغَسْلُ البراجم، ونَتْفُ الإبْط، وحَلْقُ العانة، وانتقاصُ الماء". يعني الاستنجاءَ بالماء. قال زكريا: قال مصعب: نسيتُ العاشرة، إلا أن تكونَ المضمضة.

قال الطحاويُّ (١): وروَى المغيرةُ بنُ شعبة، أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخَذ من شاربِه على سواك. وهذا لا يكونُ معه إحْفاء.

وروَى عِكرمةُ، عن ابن عباس، قال: كان رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَجُزُّ شاربَه. قال: وهذا الأغلبُ فيه الإحفاء (٢)، وهو محتملُ الوجهين.

وروَى نافع، عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أحفُوا الشوارِب، وأعفُوا اللِّحى" (٣).


(١) في مختصر اختلاف العلماء ٤/ ٣٨٣، وأخرجه بإسناده في شرح معاني الآثار ٤/ ٢٢٩ - ٢٣٠ (٦٥٥٧ - ٦٥٥٤) من طرق عنه.
والحديث في مسند أحمد ٣٠/ ١٥١ (١٨٢١٢)، وسنن أبي داود (١٨٨)، وفي الشمائل للترمذي (١٦٨)، والنسائي في الكبرى (٦٦٢١)، وفي الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ٢/ ٢٠٢ (١٥٥٠)، وفي شرح معاني الآثار للطحاوي ٤/ ٢٢٩ (٦٥٥٧) من طرق عن مِسْعَر بن كِدام، عن أبي صخرة جامع بن شدّاد، عن مغيرة بن عبد اللَّه، عن المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه، وإسناده حسن لأجل المغيرة بن عبد اللَّه: وهو ابن أبي عقيل اليشكُريّ، فهو صدوق حسن الحديث كما في تحرير التقريب (٦٨٤٢)، فقد روى عنه جمع، ووثّقه العجلي، وذكره ابنُ حبّان في الثقات، وروى له مسلمٌ حديثًا واحدًا في القدر (٢٦٦٣). وقد تابعه محمد بن عبيد اللَّه بن سعيد أبو عوف الثقفي -وهو ثقة- وغيرُه عند الطحاوي في شرح المعاني ٤/ ٢٢٩ (٦٥٥٤). وسيأتي بإسناد المصنِّف قريبًا مع تمام لفظه.
(٢) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٥/ ١٠٤ (٢٧١٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ٢٣٠ (٦٥٥٨)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (٨١٧) من طرق عن يحيى بن أبي بُكير، عن الحسن بن صالح بن حيّ، عن سماك بن حرب، عن عكرمة مولى ابن عباس، به. وإسناده ضعيف، سماك بن حرب، صدوق وروايته عن عكرمة خاصةً مضطربة. وسيأتي من طريق أخرى عن الحسن بن صالح بعد قليل.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٨/ ٢٧٩ - ٢٨٠ (٤٦٥٤)، ومسلم (٢٥٩) (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>