للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عُمر: قد رُوِيَ عن أبي إدريس الخَوْلانيِّ في هذا الحديث مثل رواية أبي مسلم الخَوْلانيِّ سواءً، عن مُعاذٍ وعن عُبادة، فأما حديثُه عن مُعاذٍ فنحو حديثِ أبي مسلم عنه، فقد ذكَرْناه من رواية أسدٍ (١)، عن عبدِ الحميد بن بَهرامَ، عن شهرِ بنِ حَوْشَب، عن أبي إدريسَ عائذِ اللَّه بن عبد اللَّه، عن معاذ.

وأما حديثُ أبي إدريس، عن عُبادة، فمثل حديث أبي مُسلم أيضًا، فذكَره ابنُ أبي شيبة، قال: حدَّثنا غُنْدَرٌ، عن شعبة، عن يَعلى بن عطاء، عن الوليدِ بن عبدِ الرحمن، عن أبي إدريس، قال: حدَّثْتُ عُبادةَ بنَ الصامت فقال: لا أُحَدِّثُ إلا بما سمِعتُ على لسان رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حَقَّتْ مَحبَّتي للمُتحابِّين فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للمُتزاورين فيَّ، أو المتواصِلين" (٢). شكَّ شعبةُ في "المتواصِلين والمتزاوِرين".

وقد يمكن أن يكونَ أبو إدريسَ وأبو مسلم الخَوْلانيّان عرض لكلِّ واحدٍ منهما ما رُوِيَ في هذا الباب عنهما مع معاذٍ وعُبادةَ، واللَّه أعلمُ بالصحيح في ذلك، ولا يُقطَعُ على أخبارِ الآحاد.

وأما إسنادُ مالكٍ عن أبي حازم فصحيح، وليس في شيء من الأسانيد عن أبي إدريسَ، ولا عن أبي مسلم مثلُه، ولا ما يَلْحَقُ به، وحديثُ أبي مسلم الخَولانيِّ إنما يَدورُ على حبيب بن أبي مرزوق، وليس ممن يُعارَضُ بمثلِه حديثُ مالكٍ عن أبي حازم، وكذلك حديثُ يَعلَى بن عطاءٍ عن الوليدِ أيضًا، ليس بحُجّةٍ على حديِث مالكٍ عن أبي حازم. وقد روَى أبو إدريسَ الخَوْلانيُّ، عن أبي مسلم الخَوْلانيِّ، عن عَوْفِ بنِ مالكٍ الأشْجَعيِّ، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حديثَ "تُبايِعُوني". بتمامه. وهو يدخُلُ في رواية النَّظير عن النَّظير:


(١) وهو ابن موسى الأمويّ، وقد سلف تخريجه.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٣٦/ ٢٣٦ - ٢٣٧ (٢٢٠٠٢)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك ٤/ ١٦٩ - ١٧٠، والضياء في المختارة ٨/ ٣٠٦ - ٣٠٧ (٣٧١) ثلاثتهم عن محمد بن جعفر غُندر، به. ورجال إسناده ثقات. الوليد بن عبد الرحمن: هو الجُرَشيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>