للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاتَه، وفي هذا دليلٌ على أن النَّهي عن الصَّلاةِ بحضرةِ الطعام من أجل خَوفِ اشتغالِ بالِ المُصلِّي بالطعام عن الصَّلاةِ وتَركِه إقامتَها على حدودِها، فإذا أقامَها على حدودِها خرَجَ من المعنَى المَخُوف عليه، وأجْزأته صلاتُه لذلك.

وقد روَى يزيدُ بنُ شُريح الحَضْرَميُّ، عن أبي حيٍّ المؤذِّن، عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: "لا يحلُّ لمؤمنٍ أن يصلِّيَ وهو حاقنٌ جدًّا". رواه ثورُ بنُ يزيدَ الشاميُّ، عن يزيدَ بنِ شُريح (١).

ورواه حبيبُ بنُ صالح، عن يزيدَ بنِ شريح، عن أبي حيٍّ المؤذِّن، عن ثوبان،


(١) أخرجه أبو داود (٩١)، وأبو الحسن الأطرابلسي في جزء من حديث خيثمة، ص ١٩ (١٨)، وابن مندة العبدي في مجالسه، ص ٧٤ (٧١)، والبيهقي في السنن الكبرى ٣/ ١٢٩ (٥٥٥٥) من طرق عن ثور بن يزيد الشّامي، عن يزيد بن شريح الحضرمي، به.
وقال الإِمام الترمذي بعد أن روى حديث ثوبان في هذا (٣٥٧): "وروي هذا الحديث عن يزيد بن شريح، عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلي الله عليه وسلَّم -. وكأن حديث يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن، عن ثوبان في هذا أجود إسنادًا وأشهر".
وقال الدارقطني: "يرويه يزيد بن شُريح، واختُلِف عنه:
فرواه ثور بن يزيد، عن يزيد بن شُريح، عن أبي حي المُؤذِّن، عن أبي هريرة؛ قال ذلك أصبغ بن زيد، عن منصور بن زاذان، عن ثور بن يزيد.
وخالفه عيسى بن يونس، فرواه عن ثور، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي حيٍّ، عن أبي هريرة. ووهم في قوله: شرحبيل بن مسلم، وإنما أراد: يزيد بن شريح.
وخالفه حبيب بن صالح، فرواه عن يزيد بن شريح، عن أبي حي، عن ثوبان، عن النبيِّ - صلي الله عليه وسلَّم -.
وخالفه معاوية بن صالح، فرواه، عن السَّفْر بن نُسَير، عن يزيد بن شُريح، عن أبي أُمامة، عن النبيِّ - صلي الله عليه وسلَّم -، قال ذلك عبد الرحمن بن مهدي، وابن وَهْب، وزيد بن الحُباب، عن معاوية.
وخالفهم مَعْن بن عيسى، فرواه عن معاوية بن صالح، عن السَّفْر بن نُسَير، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: لا يأتي أحدكم الصَّلاة وهو حَقِن فقط، ووهم فيه.
والصحيح: عن معاوية بن صالح، عن السَّفْر، عن يزيد بن شُريح، عن أبي أُمامة. وعن حبيب بن صالح، عن يزيد بن شُريح، عن أبي حي، عن ثوبان". العلل (١٥٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>