للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ يوسف، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ يحيى، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أيوب، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ عَمْرو البزارُ (١)، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ المثنَّى وعمرُو بنُ عليٍّ، قالا: حدَّثنا عبدُ الوهاب، عن الجُرَيريِّ، عن أبي نَضْرة، عن جابر، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يخرُجُ أحدٌ من المدينةِ رغبةً عنها إلا أبدَلها اللهُ به خيرًا منه، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلَمون".

معنى هذا عندي، واللّهُ أعلم، في حياتِه - صلى الله عليه وسلم -، وهذا في مثل الأعرابيِّ الذي قال: أقِلْني بَيْعَتي (٢).

ومعلومٌ أنّ مَن رَغِب عن جوارِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أبدَله اللهُ خيرًا منه، وأما بعدَ وفاتِه - صلى الله عليه وسلم -، فقد خرَج منها جماعة من أصحابه ولم تُعوَّض المدينةُ بخيرٍ منهم.

وروَى شعبة، قال: حدَّثني يحيى بنُ هانئ بن عُروةَ المُراديُّ، قال: سمِعتُ نُعيمَ بنَ دجاجة، قال: سمِعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: لا هِجْرةَ بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٣) (٤).


(١) كما في كشف الأستار ٢/ ٥٢ (١١٨٦).
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٤٥٣ من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف، به. وهو عنده في معرفة علوم الحديث، ص ١٩٠ - ١٩١ من طريق سعيد بن إياس الجُريري، به. ورجال إسناده ثقات غير عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف فهو صدوق، وسماعه من سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاطه كما هو مفصَّل في تحرير التقريب (٢٢٧٣). أبو نضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبْديّ.
(٢) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٦٣ (٢٥٩٣) عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو الحديث الأول لمحمد بن المنكدر، وقد سلف مع تمام تخريجه والكلام عليه في موضعه.
(٣) أخرجه النسائي في المجتبى (٤١٧١)، وفي الكبرى ٧/ ١٧٨ (٧٧٤٦) و ٨/ ٦٥ (٨٦٥٣)، وأبو يعلى في مسنده ١/ ١٦٧ (١٨٦)، ومن طريقه الضياء المقدسيّ في الأحاديث المختارة ١/ ٤٠٥ (٢٨٨)، ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن مهديّ، عن شعبة بن الحجّاج، به.
ورجال إسناده ثقات غير نعيم بن دِجاجة الأسدي، فهو صدوق حسن الحديث، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبّان في الثقات، ووثّقه الذهبي، ولا نعلم فيه جرحًا. ينظر تحرير التقريب (٧١٦٨).
وقال الضياء المقدسي بإثره: "رواه النسائي عن عمرو بن عليّ - يعني الفلّاس - عن ابن مهدي، وإسناده حسن".
(٤) جاء في حاشية الأصل: "بلغت المقابلة بحمد الله وحسن توفيقه".

<<  <  ج: ص:  >  >>