للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولَه: "وإذا تطيَّرتُم فامضُوا، وعلىْ الله فتوكَّلُوا" (١)، وقولَه: "ما منّا إلّا مَنْ يعني يتطيَّر" (٢) ولكن الله يُذهِبُه بالتّوكُّل، وقولَه: "مَنْ ردّتْهُ الطِّيرَةُ عن مَسِيره، فقد قارَفَ (٣) الشِّرك" (٤).

فلمّا اشتُهِرَ هذا من سُنّتِه -صلى الله عليه وسلم- ثم أتتْهُ هذه المرأةُ فذَكَرتْ عن دارِها ما ذَكَرتْ، أو أتى معَها غيرُها فذكَرُوا نحوَ ذلك؛ أجابَهم دأنْ يتركوها ذَميمةً، لأنّه كان بالمؤمنينَ رؤوفًا رحيمًا.

والأصل في الطِّير والشُّؤْم ما ذكَرْنا في بابِ ابنِ شهاب، عن سالم وحمزةَ ابنَي عبدِ الله بنِ عُمرَ (٥)، وبالله التَّوفيق.

وسنذكُر هذه الآثارَ ومثلَها في باب قوله: "لا طِيَرةَ ولا غُولَ ولا هامَةَ" من هذا الكتابِ في أوّلِ بلاغاتِ مالكٍ عن رجالٍ سمّاهُم، إن شاء الله.


(١) سلف تخريجه في أثناء شرح الحديث الأول لابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك، وبإسناد المصنِّف مع تخريجه في أثناء شرح الحديث الرابع له عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(٢) سلفت الإشارة إلى موضع تخريجه سابقًا.
(٣) قوله: "قارَفَ الشِّرك" أي: داناه ولاصَقَه وخالطه. ينظر: اللسان مادة (قرف).
(٤) أخرجه عبد الله بن وَهْب في الجامع (٦٥٦) عن عبد الله بن لهيعة، عن عياش بن عباس القِتْبانيّ، عن أبي الحُصَين، عن فَضَالة بن عُبيد الأنصاري، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وهو حديث صحيح ورجال إسناده ثقات، رواية ابن وَهْب عن ابن لهيعة صحيحة، وأبو الحصين: هو الهيثم بن شُفي الرُّعيني المصري.
وأخرجه (٦٥٧) عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عبد الله بن يزيد المعافري، عن فضالة بن عُبيد، مثلَه. وسيأتي من هذا الوجه في أثناء شرح الحديث السادس من بلاغات مالك.
وأخرجه (٦٥٨) عن عبد الله بن لهيعة، عن عُبيد الله بن هُبيرة، عن أبي عبد الرحمن المعافري عبد الله بن يزيد الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بنحو ذلك. ومن طريقه أخرجه ابن السُّنيِّ في عمل اليوم والليلة (٢٩٢)، وتحرّف في المطبوع منه "عبد الله بن عمرو" إلى "عبد الله بن عمر".
وأخرجه أحمد في المسند ١١/ ٦٢٣ (٧٠٤٥) عن حسن بن موسى الأشيب، عن عبد الله بن لهيعة، به.
(٥) في الحديث الرابع له، عنهما. وقد سلف في موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>