للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصمعيُّ، عن ابنِ عَوْن، عن ابنِ سيرين، قال: كانوا يَستحِبُّون الفألَ ويكرهون الطِّيَرة. قال: فقلتُ لابن عَوْن: يا أبا عَوْن، ما الفألُ؟ قال: أن تكونَ باغيًا فتسمَع: يا واجدُ. أو تكونَ مريضًا فتسمَع: يا سالمُ.

وقد رُوِيَ من حديثِ بُريدَة أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتطَيَّرُ من شيء، ولكن كان إذا سأل عن اسم الرجل فكان حَسَنًا رُئيَ البشاشةُ في وَجْهِه، وإن كان سيِّئًا رُئيَ ذلك فيه، وإذا سأل عن اسم الأرضِ فكان حسنًا رُئيَ ذلك فيه.

حدَّثنا عبدُ الوارث (١)، قال: حدَّثنا قاسمٌ، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ زهير، قال (٢): حدَّثنا حسينُ بنُ حُرَيث، قال: حدَّثنا أوسُ بنُ عبدِ الله بنِ بُريدة، عن الحُسينِ بنِ واقد، عن عبدِ الله بنِ بُريدة، عن أبيه، قال: كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا يتَطيَّر، ولكن كان يتفاءل. فركِبَ بُريدةُ في سبعينَ راكبًا من أهل بيتِه من بني أسلَم، فتلقَّى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ليلًا، فقال له نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أنت؟ ". قال: أنا بُريدة. فالتفَت إلى أبي بكر فقال: "يا أبا بكر، بردَ أمرُنا وصلَح". ثم قال: "ممّن؟ ". قال: مِن أسلَمَ. قال لأبي بكر: "سَلِمْنا". قال: ثم قال: "ممّن؟ ". قال: مِنْ بني سَهْم، قال: "خرجَ سهْمُكَ".


(١) هو ابن سفيان بن جبرون، وشيخه قاسم: هو ابن أصبغ البيانيّ.
(٢) في التاريخ الكبير، السفر الثاني ١/ ١٠٣ (٢٦٠).
وأخرجه أبو القاسم البغويِّ في معجم الصحابة ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩ (٢١٦) عن أبي عمّار الحسين بن حُريث، به.
وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبيِّ ٤/ ٦٥ (٧٨٨) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن أبي عمّار الحسين بن حُريث، به. وهو حديث موضوع، أوس بن عبد الله بن بُريدة قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. ينظر: الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ١/ ١٢٩ (٤٥٥)، والمغني للذهبي ١/ ٩٤ (٧٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>