للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبَرنا ابنُ لهيعةَ ويحيى بنُ أيوب، قالا: حدَّثنا ابنُ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيم، عن أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرّحمن، عن طَلْحةَ بنِ عُبيدِ الله، أنَّ رجُلَينِ من بَليٍّ (١) قدِما على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فكان إسلامُهما جميعًا، وكان أحدُهما أشدَّ اجتهادًا من الآخَر، فغزا المجتهدُ منهُما فاستُشهِد، ثم مات الآخَرُ بعدَه بسنة. قال طَلْحة: بينما أنا عندَ باب الجنّة، إذ أُتيَ بهما، فخرَج خارجٌ من الجنّة، فأذِنَ للذي تُوفِّي؛ الآخِرِ منهُما، ثم خرَج فأذِنَ للذي استُشهِد، ثم رجَع إليَّ فقال: ارجِعْ، فإنك لم يأنِ لك بعد. فأصبَح طَلْحةُ يحدِّثُ الناسَ، فعَجِبُوا لذلك، فبلَغ ذلك رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مِن أيِّ ذلك تعجَبُون؟ ". قالوا: يا رسولَ الله، هذا كان أشدَّ الرّجُلَين اجتهادًا ثم استُشهِد في سبيلِ الله، ودخَل هذا الجنّةِ قبلَه! قال: "أليسَ هذا قد مكَث بعدَه سنةً؟ ". قالوا: بلى. قال: "وأدرَك رمضانَ وصامَه؟ ". قالوا: بلَى. قال: "وصلَّى كذا وكذا من سجدةٍ في السّنة؟ ". قالوا: بلى. قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينَهما أبعدُ ما بينَ السماءِ والأرض".

سُئل يحيى بنُ معين (٢) عن حديثِ أبي سَلَمة، عن طَلْحةَ بنِ عبيدِ الله، فقال: مرسل، لم يَسمَعْ من طَلْحةَ بنِ عُبيدِ الله.

قال أبو عُمر: هو عندَ أبي سَلَمة، عن أبي هُريرة، عن طَلْحة، وسنذكرُه ها هُنا إن شاء اللهُ بعدَ هذا.

حدَّثنا عبدُ الله بنُ محمد بن يحيى، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ حَمدان، قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ حنبل، قال: حدَّثني أبي، قال (٣): حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيد،


(١) بَلِيّ: قبيلة عظيمة من قُضاعة القحطانية، كما في "البَلَوي" من أنساب السمعاني.
(٢) كما في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة، السفر الثالث ٢/ ١٣٩ (٢٠٨٩)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٩/ ٢٩٦.
(٣) في المسند ٣/ ١٢ (١٣٨٩)، وإسناده منقطع كسابقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>