للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُوِيَ من حديثِ بُرَيدِ بنِ أبي مريم، عن أبيه، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مثلَه ومعناه. فأخَذ أبو العتاهية هذا المعنى فقال (١):

أقلِّبُ طَرْفي مرةً بعدَ مرةٍ ... لأعلمَ ما في الناسِ والقلبُ ينقلِبْ

فلمْ أرَ حظًّا كالقُنُوعِ لأهلِه ... وأن يُجمِلَ الإنسانُ ما عاش في الطَّلَبْ

ومن حديثِ مالكِ بنِ عُبادةَ الغافقيِّ، قال: مرَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعبدِ الله بنِ مسعودٍ فقال: "يا عبدَ الله، لا يَكثُرْ همُّك، ما يُقَدَّرْ يكنْ، وما تُرزَقْ يأتِك" (٢).

وفيما أجاز لنا أبو ذرٍّ عبدُ بنُ أحمدَ الهَرَويُّ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ أبي الحسنِ المُزَنيُّ إملاءً، قال: أخبَرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرّحمنِ السَّاميُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى بنِ أبي عُمرَ العَدَنيُّ (٣)، قال: حدَّثنا مروانُ بنُ مُعاويةَ


البخاري في تاريخه الكبير ٨/ ٤٠٩ (٣٥١٠) وقال: "روى عنه ابن مسعود، روى عنه سعيد بن أميّة الثقفي" كذا قال: "سعيد بن أميّة"، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو بكر بن إسحاق شيخ الحاكم: هو أحمد بن إسحاق الصّبْغي، وخالد بن يزيد: هو الجُمحيّ المصري.
ويُروى من وجوه أخرى ضعيفة عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في المصنَّف لابن أبي شيبة (٣٥٤٧٣)، والزُّهد لهنّاد (٤٩٤)، وأمالي ابن مردوية المطبوع باسم ثلاثة مجالس من أمالي ابن مردوية (٢٤)، ومسند الشهاب للقضاعي (١١٥١)، والبغوي في شرح السُّنة ١٤/ ٣٠٤ من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الملك بن عُمير، عن ابن مسعود، وعند ابن مردوية: "عن عبد الملك بن عمير وزبيد البامي، عن ابن مسعود"، وعند القضاعي والبغوي "عن زبيد اليامي، عمّن أخبره، عن ابن مسعود"، وهو منقطع، عبد الملك بن عمير وزبيد الياميّ لم يسمعا ابن مسعود.
(١) ديوانه، ص ٣٦.
(٢) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ٢/ ٩٤٤ بإثر الحديث (٢٤٤١)، وإسماعيل الأصفهاني في الترغيب والترهيب ٣/ ١٧٣ (٢٣٠٦) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عياش بن عباس القتباني، عن مالك بن عبادة الغافقي، به. وفي إسناده اضطرابٌ شديد بيّنه الحافظ ابن حجر في الإصابة ٢/ ٢٣٢، ٥/ ٧٣٣.
(٣) في كتاب الإيمان له (٦٤).
وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (٣٤٤)، وأحمد في المسند ٦/ ١٨٩ (٣٦٧٢)، والبخاري في التاريخ الكبير ٤/ ٣١٣ (٢٩٥٧)، وابن أبي عاصم في الزهد (٢٠٩)، والبزار في مسنده ٥/ ٣٩٢ (٢٠٢٦)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>