للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقام المحمود هو المخاطبة فى حال الشهود، ويقال الشهود.

ويقال هو الشفاعة لأهل الكبائر. ويقال هو انفراده يوم القيامة بما خصّ به- صلى الله عليه وسلم «١» - بما لا يشاركه فيه أحد.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٨٠]]

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠)

أي أدخلنى إدخال صدق وأخرجنى إخراج صدق. والصدق أن يكون دخوله فى الأشياء بالله لله لا لغيره، وخروجه عن الأشياء بالله لله لا لغيره.

«وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً» : فلا ألاحظ دخولى ولا خروجى.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٨١]]

وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١)

أراد بالحقّ هاهنا الإسلام والدين، وأراد بالباطل الكفر والشّرك، والحقّ المطلق هو الموجود الحق، والحق المقيد ما كان حسنا فى الاعتقاد والفعل والنطق، والباطل نقيض الحق.

والله حقّ: على معنى أنه موجود وأنه ذو الحق وأنه محقّ الحق «٢» .

ويقال الحقّ ما كان الله، والباطل ما كان لغير الله.

ويقال الحقّ من الخواطر ما دعا إلى الله، والباطل ما دعا إلى غير الله.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٨٢]]

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢)

القرآن شفاء من داء الجهل للعلماء، وشفاء من داء الشّرك للمؤمنين، وشفاء من داء


(١) إضافة من جانبنا حتى يتضح السياق.
(٢) قارن ذلك بنظرية «وحدة الوجود» وما تراه في معنى «الوجود» و «الحق» .

<<  <  ج: ص:  >  >>