وقد يظن أن هذا محل طعن فيما يصدر عن المعارف من أقوال وأحوال، والواقع أن مرد عجز العارف عن إقامة الحجة إلى أن ما ينثال عليه من كشوفات ليس من تدبيره أو احتياله، ولا نتيجة مهارته أو ذكائه ... وإلا كان مطلوبا منه أن يسوق حجة أو يقدم برهانا.. إنما هي أنوار إلهية تنبجس في عالمه الباطن.. وليست تجربة الإمام الغزالي إلا نموذجا للعارف الذي نهل من العلوم العقلية قدرا عظيما، ولكن ذلك لم يهدىء سورة غليله، ولم يقده إلى الراحة والسكينة.. حتى قيض الله له في علوم القوم ما شفاه وكفاه (انظر الصفحات الأولى من: «المنقذ من الضلال» للإمام الغزالي) . (٢) هكذا في م وهي في ص (الأنام) ونحن نرجح (الأيام) على معنى أن الدهر كفيل بتوضيح الحقيقة- وإن خفيت زمنا.