كفاها أسباب ما احتاجت إليه من أكلها وشربها، وسكّن من خوفها، وطيّب قلبها.
«فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً» : فلا تخاطبيهم وعرّفيهم- بالإشارة- أنّك نذرت للرحمن الصمت مع الخلق، وترك المخاطبة معهم.
قوله جل ذكره:
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٢٧ الى ٢٨]
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (٢٧) يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨)
بسط قومها فيها لسان الملامة لما رأوها قد ولدت- وظاهر الحال كان معهم- فقالوا لها على سبيل الملامة: يا من كنا نعدّك فى الصلاح بمنزلة هارون المعروف بالسداد والصلاح.. من أين لك هذه الحالة الشنعاء؟
ويقال كان أخوها اسمه هارون: ويقال كان هارون رجلا فاسقا فى قومهم، فقالوا:
يا شبيتهه فى الفساد.. ما هذا الولد؟
ويقال كان هارون رجلا صالحا فيهم فقالوا: يا أخت هارون، ويا من فى حسابنا وظنّنا ما كان أبواك فيهما سوء ولا فساد.. كيف أتيت بهذه الكبيرة الفظيعة؟! قوله جل ذكره: