للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال إنّ الأجل إذا جاء للأشياء فلا تأخير فيه ولا تقديم، وأنشدوا فى قريب من هذا المعنى:

بينما خاطر المنى بالتلاقى ... سابح فى فؤاده وفؤادى

جمع الله بيننا فالتقينا ... هكذا بغتة بلا ميعاد

قوله جل ذكره:

[[سورة طه (٢٠) : آية ٤١]]

وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)

استخلصتك لى حتى لا تصلح لأحد غيرى، ولا يتأتّى شىء منك غير تبليغ رسالتى، وما هو مرادى منك.

ويقال أفردت سرّك لى، وجعلت إقبالك علىّ دون غيرى، وحلت بينك وبين كل أحد ممن هو دونى.

ويقال «وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي» : قطعه بهذا عن كلّ أحد، ثم قال له: «اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ» .

قوله جل ذكره:

[سورة طه (٢٠) : الآيات ٤٢ الى ٤٣]

اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٤٣)

تعلّل موسى عليه السلام لمّا أرسله الحقّ إلى فرعون بوجوه من العلل مثل قوله:

«يَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي» «١» ، «إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ» «٢» .

إلى غير ذلك من الوجوه، فلم ينفعه ذلك، وقال الله: «إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى» ، فاستقل «٣» موسى عليه السلام بذلك، وقال: الآن لا أبالى بعد ما أنت معى.

قوله جل ذكره:

[[سورة طه (٢٠) : آية ٤٤]]

فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤) .


(١) آية ١٣ سورة القصص.
(٢) آية ٣٣ سورة القصص.
(٣) الاستقلال هنا معناه الاكتفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>