للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالله- سبحانه- لا يطلب عوضا، وكذلك نبيّه- صلى الله عليه وسلم- لا يسأل أجرا فإن المؤمن قد أخذ من الله خلقا حسنا.. فمتى يطلب الرسول منهم أجرا؟! وهو- صلوات الله عليه- يشفع لكلّ من آمن به، والله- سبحانه- يعطى الثواب لكل من آمن به.

«إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» : أراد أن تثبت مودتك في القربى فتودّ من يتقرّب إلى الله فى طاعته «١» .

«وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ» .

تضعيف الثواب في الآخرة للواحد من عشرة إلى سبعمائة.. هذه هي الزيادة.

ويقال: الزيادة هي زيادة التوفيق في الدنيا.

ويقال: إذا أتى زيادة في المجاهدة تفضّلنا بزيادة.. وهي تحقيق المشاهدة.

ويقال من يقترف حسنة الوظائف «٢» نزد له فيها حسن اللطائف.

ويقال: تلك الزيادة لا يصل إليها العبد بوسعه فهى مما لا يدخل تحت طوق «٣» البشر.

قوله جل ذكره:

[[سورة الشورى (٤٢) : آية ٢٤]]

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤)

أي أنّك إن افتريته ختم الله على قلبك، ولكنك لم تكذب على ربّك.

ومعنى الآية أنّ الله يتصرّف في عباده بما يشاء: من إبعاد وتقريب، وإدناء وتبعيد «٤» .


(١) استغلت هذه الآية الكريمة استغلالا عقديا وسياسيا في عصور متأخرة خصوصا من جانب المتشيعين لعلى كرم الله وجهه وبيته.. وواضح أن القشيري أطلق القرابة على كل من يتقرب إلى الله بالطاعة فهى عنده قرابة في الله، وربما كان ذلك نتيجة سنيته وحرصه على سنيته. (أنظر مدخل اللطائف ح ١ ص ٢٥) .
(٢) المقصود بالوظائف أداء العبادات والتزام آداب الشريعة.
(٣) فى ص وردت (طرق) بالراء وهي خطأ في النسخ.
(٤) يقول مجاهد: «يختم على قلبك» أي يربط عليه بالصبر على أذاهم واتهامهم له بالافتراء والكذب لئلا تدخله شقة بسبب تكذيبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>