للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيامه الكلّ مؤجلّة، وقيامة المحبين معجّلة فلهم في كلّ نفس قيامة من العقاب والعذاب والثواب، والبعاد والاقتراب، وما لم يكن لهم في حساب «١» ، وتشهد عليهم الأعضاء فالدمع يشهد، وخفقان القلب ينطق، والنحول يخبر، واللون يفصح ... والعبد يستر ولكن البلاء يظهر:

يا من تغيّر صورتى لمّا بدا ... لجميع ما ظنّوا بنا تصديقا «٢»

وأنشدوا:

لى في محبته شهود أربع ... وشهود كلّ قضية اثنان

ذوبان جسمى وارتعاد مفاصلى ... وخفوق قلبى واعتقال لسانى

وقلوبهم- إذا أزف الرحيل بلغت الحناجر، وعيونهم شرقت بدموعها إذا نودى بالرحيل وشدّت الرواحل.

قوله جل ذكره:

[[سورة غافر (٤٠) : آية ١٩]]

يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)

فحائنة أعين المحبين استحسانهم شيئا، ولهذا قالوا:

يا قرّة العين: سل عينى هل اكتحلت ... بمنظر حسن مذ غبت عن بصرى؟

ولذلك قالوا:

فعينى إذا استحسنت غيركم ... أمرت السّهاد بتعذيبها


(١) أي وما لم يخطر لهم ببال.
(٢) معنى الشاهد الشعرى فيما نظن: يا أيها الذي تتغير صورتى عند تجليه عليّ، فينكشف أمرى رغم محاولتى ستر حالى، وبذا تصدق ظنون العاذلين واللائمين. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>