للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل الله راحة العبد- اليوم- بكمالها فى الصلاة فإنّها محلّ المناجاة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أرحنا يا بلال بالصلاة» «١» والصلاة استفتاح باب الرزق، قال تعالى:

«وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ، وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً» «٢» وفى الصلاة يبث «٣» العبد أسراره مع الحق فإذا كان لقاء الإخوان- كما قالوا- مسلاة لهم فكيف بمناجاتك مع الله، ونشر قصتك بين يديه؟ كما قيل:

قل لى بألسنة التنفّس ... كيف أنت وكيف حالك؟

«وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ» : أمرهم بإنفاق اللسان على ذكره، وإنفاق البدن على طاعته، والوقت «٤» على شكره، والقلب على عرفانه، والروح على حبه، والسّرّ على مشاهدته..

ولا يكلّف الله نفسا إلا ما آتاها، وإنما يطالب بأن تحضر إلى الباب، وتقف على البساط بالشاهد الذي آتاك ... يقول العبد المسكين: لو كان لى نفس أطوع من هذه لأتيت بها، ولو كان لى قلب أشدّ وفاء من هذا لجدت به، وكذلك بروحى وسرّى، وقيل:

يفديك بالروح صبّ لو انّ له ... أعز من روحه شيئا فداك به

«مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ» : وفى هذا المعنى أنشدوا:

قلت للنّفس إن أردت رجوعا ... فارجعى قبل أن يسدّ الطريق

قوله جل ذكره:

[سورة إبراهيم (١٤) : الآيات ٣٢ الى ٣٣]

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣)


(١) سبق تخريج هذا الحديث الشريف.
(٢) آية ١٣٢ سورة طه.
(٣) وردت (يثبت) والمعنى يقتضى (يبث) .
(٤) وردت (الوقف) وهى- كما هو واضح- خطأ فى النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>