للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق من ربك يا محمد، فلا تشكّنّ فى أنه- سبحانه- لا يماثله فى الإيجاد أحد، ولا على إثبات بينه لمخلوق قدرة. والموجودات التي (.....) «١» وجودها عن كتم العدم- من الله مبدؤها وإليه عودها.

قوله جل ذكره:

[[سورة آل عمران (٣) : آية ٦١]]

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (٦١)

الآية يعنى بعد ما ظهرت على صدق ما يقال لك، وتحقّقت بقلبك معرفة ما خاطبناك، فلا تحتشم من حملهم على المباهلة، وثق بأن لك القهر والنصرة، وأنّا توليناك، وفى كنف قربنا آويناك، ولو أنهم رغبوا فى هذه المباهلة لأحرقت الأودية عليهم نيرانا مؤججة، ولكن أخّر الله- سبحانه- ذلك عنهم لعلمه بمن فى أصلابهم من المؤمنين «٢» .

والإشارة فى هذه الآية لمن نزلت حالته عن أحوال الصديقين، فإنه إذا ظهرت أنوارهم انخنست آثار هؤلاء فلا إقرار، ولا عنهم آثار.

قوله جل ذكره:

[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٦٢ الى ٦٣]

إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣)

لا يتسلط على شواهد التوحيد غبار شبهة، ولا يدرك سر حكمه وهم «٣» مخلوق، ولا يدانيه معلوم يحصره الوجود، أو موهوم يصوره التقدير «٤» .

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ فإن تولوا- يا محمد- فإنه لا ثبات عند شعاع أنوارك لشبهة مبطل.

«فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ» إمّا يجتاحهم «٥» ، أو يحلم «٦» حتى إذا استمكنت ظنونهم يأخذهم بغتة وهم لا ينصرون.


(١) مشتبهة.
(٢) هذا تعليل ممتع لإمهال المخالفين. [.....]
(٣) وردت (وهو) وهى خطأ من الناسخ، ونظن أن الأصل (وهم) وهى مناسبة للسياق.
(٤) للقشيرى عبارة فى نفس الموضوع وردت فى مستهل رسالته: «وكل ما تصوره الأوهام فالله بخلاف ذلك» .
(٥) وردت (يحتاجهم) وهى خطأ من الناسخ.
(٦) وردت (ويحكم) والملائم للمعنى (أو يحلم) من الحلم، ويكون المعنى على هذا الأساس أنه إما أن يعجل بانتقامه فيجتاحهم أو يمهلهم بحلمه ثم يبغتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>