قالت أنى يكون لى ولد ولم ألمّ بزلة ولا فاحشة؟ فقال جبريل- عليه السلام-:
الأمر كما قلت لك فلا يتعصّى ذلك على الله تعالى إذ هو أقدر أن يجعل هذا الولد دلالة على كمال قدرته، ويكون هذا الولد رحمة منه- سبحانه- لمن آمن، وسبب جهل للآخرين.
لمّا ظهر بها الحمل، وعلمت أنّ الناس يستبعدون ذلك، ولم تثق بأحد تفشى إليه سرّها.. مضت إلى مكان بعيد عن الخلق.
قوله جل ذكره:
[[سورة مريم (١٩) : آية ٢٣]]
فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (٢٣)
ألجأها وجع الولادة إلى الاعتماد إلى جذع النخلة. ولمّا أخذها الطلق، وداخلها الخجل من قومها نطقت بلسان العجز، وقالت:«يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا» .
ويقال يحتمل أنها قالتها إشفاقا من قومها، لأنها علمت أنّهم سيبسطون لسان الملامة فيها بلسان الفجر وينسبونها إلى الفحشاء.
ويقال قالتها شفقة على قومها لئلا تصيبهم بسببها عقوبة.
ويقال قالت:«يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا» حتى لم أسمع من قال فى الله تعالى بسببى إن عيسى ابن الله وابن مريم، وإن مريم زوجته ... تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا! ويقال «يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا» : فى الوقت الذي كنت مرفوقا بي، ولم تستقبلنى هذه الخشونة فى الحالة التي لحقتني.