سنّة الحقّ- سبحانه- مع أحبائه وخواص عباده أن يديم لهم افتقارهم إليه، ليكونوا فى جميع الأحوال منقادين لجريان حكمه، وألا يتحرك فيهم عرق بخلاف اختياره، وعلى هذه الجملة خاطب حبيبه- صلوات الله عليه- بقوله:«وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ» : (فمن كان استقلاله بالله يقدّم)«١» مراد سيده- فى العزل والولاية- على مراد نفسه.
(سائر الأنبياء)«٣» معجزاتهم باقية حكما، ونبيّنا- صلى الله عليه وسلم- معجزته باقية عينا، وهى القرآن (الذي نتلوه، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه)«٤» ولا من خلفه.