للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقلوبهم من حيث المعارف. «وَكانُوا يَتَّقُونَ» : استقاموا بنفوسهم بأداء الوظائف.

ويقال «آمَنُوا» بتلقى التعريف. «واتقوا» : بالتقوى عن المحرمات بالتكليف.

قوله جلّ ذكره:

[[سورة يونس (١٠) : آية ٦٤]]

لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤)

القيام بالأمر يدل على الصحة فإذا قاموا بما أمروا به، واستقاموا بترك ما زجروا عنه بشّرتهم الشريعة بالخروج عن عهدة الإلزام، وبشّرتهم الحقيقة باستيجاب الإكرام، بما كوشفوا به من الإعلام.. وهذه هى البشرى فى عاجلهم. وأما البشرى فى آجلهم: فالحقّ- سبحانه- يتولّى ذلك التعريف، قال تعالى: «يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ» «١» ويقال البشارة العظمى ما يجدون فى قلوبهم من ظفرهم بنفوسهم بسقوط مآربهم، وأىّ ملك أتمّ من سقوط المآرب، والرضا بالكائن «٢» ؟ هذه هى النعمة العظمى، ووجدان هذه الحالة هو البشرى الكبرى.

ويقال الفرق بين هذه البشارة التي لهم وبين البشارة التي لخلق أنّ التي للخلق عدّة «٣» بالجميل، والذي لهم نقد ومحصول.

قوله جل ذكره:

[[سورة يونس (١٠) : آية ٦٥]]

وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥)

العبد ما دام متفرقا يضيق صدره ويستوحش قلبه بما يسمع ويشهد من الأغيار والكفار ما تتقدّس عنه صفة الحقّ، فإن صار عارفا زالت عنه تلك الصفة لتحققه بأنّ الحقّ سبحانه وراء كلّ طاعة وزلّة، فلا له- سبحانه- من هذا استيحاش، ولا بذلك استئناس.


(١) آية ٢١ سورة التوبة.
(٢) الكائن هنا معناها الواقع، فلا يتطلعون إلى زيادة أو تغيير.
(٣) عدة- وعد، وتذكر ما قلناه فى هامش سابق عن الوعد والنقد.

<<  <  ج: ص:  >  >>