للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله جل ذكره:

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٤٩]]

الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩)

صار لهم فى استحقاق هذه البصائر والخشية بالغيب إطراق السريرة، وفى أوان الحضور استشعار الوجل من جريان سوء الأدب، والحذر من أن يبدو من الغيب من خفايا التقدير ما يوجب حجبة العبد.

والإشفاق من الساعة على ضربين: خوف قيام الساعة الموعودة للعامة، وخوف قيام الساعة التي هى قيامة هؤلاء القوم «١» فإنّ ما يستأهل الكافة فى الحشر معجّل لهم فى الوقت من تقريب ومن تبعيد، ومن محو ومن إثبات.

قوله جل ذكره:

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٥٠]]

وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠)

وصف القرآن بأنه «مُبارَكٌ» ، وهو إخبار عن دوامه «٢» ، من قولهم: برك الطائر على الماء أي دام.

وإنّ هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وما لا ابتداء له- وهو كلامه القديم- فلا انتهاء للكتاب الدالّ عليه.

قوله جل ذكره:

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٥١]]

وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (٥١)

أراد به ما تعرّف إليه من الهداية حتى لم يقل بما يجوز عليه الزوال والأفول «٣» ، لولا أنّه خصّه فى الابتداء بالتعريف.. وإلّا متى اهتدى إلى التمييز بينه وبين خلقه لولا ما أضاء. «٤»

عليه من أنوار التوحيد قبلما حصل منه من النظر فى المخلوق؟

ويقال هو ما كاشف به روحه قبل إبداعها من تجلّى الحقيقة.


(١) اى أرباب الأحوال
(٢) وردت (بيانه) وآثرنا- طبقا للسياق- أن نجمعها (دوامه)
(٣) إشارة إلى أن إبراهيم لما رأى أفول الشمس والقمر والنجم قال: «إنى لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ» .
(٤) (أضاء) مقبولة فى السياق ولكننا لا نستبعد أنها ربما كانت فى الأصل (أفاء) أي (أنعم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>