للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة القيامة (٧٥) : الآيات ١١ الى ١٥]

كَلاَّ لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥)

والمفرّ موضع الفرار إليه، فيقال لهم:

«كَلَّا لا وَزَرَ» اليوم، ولا مهرب من قضاء الله «١» .

«إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ»

أي: لا محيد عن حكمه.

«يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ»

أي: يعرف ما أسلفه «٢» من ذنوب أحصاها الله- وإن كان العبد نسيها.

«بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ»

للإنسان على نفسه دليل علامة وشاهد فأعضاؤه تشهد عليه بما عمله.

ويقال: هو بصيرة وحجّة على نفسه في إنكار البعث.

ويقال: إنه يعلم أنه كان جاحدا كافرا، ولو أتى بكلّ حجة فلن تسمع منه ولن تنفعه.

قوله جل ذكره:

[سورة القيامة (٧٥) : الآيات ١٦ الى ١٩]

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)

لا تستعجل في تلقّف القرآن على جبريل، فإنّ علينا جمعه في قلبك وحفظه، وكذلك علينا تيسير قراءته على لسانك، فإذا قرأناه أي: جمعناه في قلبك وحفظك فاتبع بإقرائك جمعه.

«ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ» نبيّن لك ما فيه من أحكام الحلال والحرام وغيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعجل في التلقف مخافة النسيان، فنهى عن ذلك، وضمن الله له التيسير والتسهيل.


(١) الوزر في اللغة ما يلجأ إليه من حصن أو جبل أو نحوهما: قال الشاعر:
لعمرى ما للفتى من وزر ... من الموت يدركه والكبر
(٢) هكذا في م وهي في ص (أسفله) وهي خطأ من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>