للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال لم يكن ذلك مرضا معلوما، ولكنه أراد تمارضا، كما يتمارض الأحباب طمعا فى العيادة، قال بعضهم:

إن كان يمنعك الوشاة زيارتى ... فادخل عليّ بعلّة العوّاد

ويقول آخر:

يودّ بأن يمشى سقيما لعلّها ... إذا سمعت منه بشكوى تراسله

ويقال ذلك الشفاء الذي أشار إليه الخليل هو أن يبعث إليه جبريل ويقول له: يقول لك مولاك ... كيف كنت البارحة؟

قوله جل ذكره:

[[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨١]]

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١)

أضاف الموت إلى الله فالموت فوق المرض لأن الموت لهم غنيمة ونعمة إذ يصلون إليه «١» بأرواحهم.

ويقال «يُمِيتُنِي» بإعراضه عنى وقت تعزّزه، «ثُمَّ يُحْيِينِ» بإقباله عليّ حين تفضّله. ويقال يميتنى عنى ويحيينى به.

قوله جل ذكره:

[[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨٢]]

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢)

خطيئة الأحباب شهودهم محنتهم، وتعنّيهم عند شدة البلاء عليهم، وشكواهم مما يمسّهم من برحاء الاشتياق، قال بعضهم:

وإذا محاسنى- اللاتي أدلّ بها- كانت ذنوبى ... فقل لى: كيف أعتذر؟

قوله جل ذكره:

[[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨٣]]

رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣)

«هَبْ لِي حُكْماً» : على نفسى، فإنّ من لا حكم له على نفسه لا حكم له على غيره.

«وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ» : فأقوم بحقّك دون الرجوع إلى طلب الاستقلال بشىء دون حقك.


(١) (إليه) الضمير هنا يعود إلى محبوبهم- سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>