للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقول الثابت وهو البقاء على الاستقامة، وترك العوج.

ويقال القول الثابت هو الشهادة الضرورية عن صفاء العقيدة وخلوص السريرة.

ويقال القول الثابت هو بنطق القلوب لا بذكر اللسان.

ويقال القول الثابت هو قول الله العزيز القديم الذي لا يجوز عليه الفناء والبطول «١» فهو بالثبوت أولى من قول العبد لأن قول العبد أثر، والآثار لا يجوز عليها الثبوت والبقاء وإنما يكون باقيا حكما ثبات العبد لقول الله وهو حكمه بالإيمان وإخباره أنه مؤمن وتسميته بالإيمان. وقول الله لا يزول ففى الدنيا يثبته حتى لا بدعة تعتريه، وفى الآخرة يثبته برسله من الملائكة، وفى القيامة يثبته عند السؤال والمحاسبة وفى الجنة يثبته لأنه لا يزول حمد العبد لله، ومعرفته به. وإذا تنوعت عليه الخواطر ورفع إليه- سبحانه- دعاءه ثبّته حتى لا يحيد عن النهج المستقيم والدين القويم.

ويقال إذا دعته الوساوس إلى متابعة الشيطان، وصيّرته الهواجس إلى موافقة النّفس فالحق يثبته على موافقة رضاه.

ويقال إذا دعته دواعى المحبة من كل جنس كمحبة الدنيا، أو محبة الأولاد والأقارب والأموال والأحباب أعانه الحقّ على اختيار النجاة منها، فيترك الجميع، ولا يتحسّس إلا دواعى الحقّ- سبحانه كما قيل:

إذا ما دعتنا حاجة كى تردّنا ... أبينا وقلنا: مطلب الحقّ أوّلا

قوله جل ذكره:

[[سورة إبراهيم (١٤) : آية ٢٨]]

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨)


(١) بطل الشيء بطولا وبطلانا- ذهب ضياعا (الوسيط ج ١ ص ٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>