أما الذين كفروا فلهم اليوم لباس الشرك وطرازه الحرمان، ثم صدار الإفك وطرازه الخذلان. وفى الآخرة لباسهم القطران وطرازه الهجران، قال تعالى:«اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ» .
أمّا أصحاب الإيمان فلباسهم اليوم التقوى، وتنقسم إلى اجتناب الشّرك ثم مجانبة المخالفة، ثم مباينة الغفلة، ثم مجانبة السكون إلى غير الله والاستبشار إلى ما سوى الله.
وفى الآخرة لباسهم فيها حرير، وآخرون لباسهم صدار المحبة، وآخرون لباسهم الانفراد به، وآخرون هم أصحاب التجريد فلا حال ولا مقام ولا منزلة ولا محل وهم الغرباء «١» ، وهم الطبقة العليا، وهم أحرار من رقّ كل ما لحقه التكوين.
(١) يقول ابن الجلاء فى تعريف الصوفي: فقير مجرد عن الأسباب، كان مع الله بلا مكان، ولا يمنعه الحق- سبحانه- من علم كل مكان (الرسالة ص ١٤٠) ويقول الحصرى: «الصوفى لا تقله أرض ولا تظله سماء» الرسالة (الصفحة ذاتها) .