للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشريه، قدم مبشر الحاج، وأخبر بالأمن والسلامة، وأن الغلاء وموت الجمال موجود مع الحجاج، ولم يكن لما قالوه من أمر الفتن التي وقعت بمكة صحة، ولله الحمد والشكر على ذلك.

وفي ذلك اليوم، خلع مصطفى باشا على القاضي شرف الدين الصغير، وأقره على ما كان عليه من التحدث على جهات الغربية، وخلع على القاضي فخر الدين بن عوض، وأقره على ما كان عليه من التحدث على جهات الصعيد، وخلع على القاضي بركات بن موسى، والقاضي شرف الدين بن عوض، واستقر بهما في التحدث على جهات الشرقية قاطبة كما كانا في الأول، فنزلوا من القلعة، وشقوا من القاهرة في موكب حافل.

ثم أشيع أن القاضي بركات بن موسى لم يعد إلى الحسبة، فتشوش الناس لذلك.

وفي يوم الأربعاء سلخ الشهر، ترشح أمر القاضي بركات بن موسى المحتسب لعوده إلى الحسبة، وقيل إنه رتب لذلك الشخص العثماني أشرفيين كل يوم، فنادى في القاهرة بعد العصر حسبما رسم الزيني بركات بن موسى كل شيء على حاله، وأن السوقة والمتسببين يحضرون باكر النهار إلى بيت القاضي بركات بن موسى ناظر الحسبة الشريفة، وناظر الذخيرة الشريفة، فهو على حاله في الحسبة، ففرح غالب الناس بذلك.

*****

انتهى ما أوردناه في هذا التاريخ من الأخبار العجيبة، والوقائع الغريبة، وقد اشتمل على أخبار سبع دول كانت بالديار المصرية وقد تقدم ذكرها من الأول إلى هنا. وقد وقع لي من المحاسن في هذا التاريخ ما لم يقع لغيري من المؤرخين فيما أوردوه من تواريخهم القديمة، وقد أعان الله تعالى على انتهائه على خير، ولله الحمد والمنة على ذلك وفيه أقول:

اغفر لمنشيه واصفح … عما جنى بالتهامي

أحسنت لي في ابتداء … يا رب أحسن ختامي

وقولي أيضا:

تاريخنا بهجة المجالس … يطرب من لفظه المجالس

سماعه للورى سرور … يشرح صدرا لكل عابس

وغيره أيضا:

ألفته نعم الجلي … س إذا تغيرت البشر

يبقى على سنن الوفا … أبدا ويقنع بالنظر

<<  <  ج: ص: