للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسراريه، وغير ما وجد له من الأملاك والضياع والمراكب والمعاصر والجوراي والعبيد والمماليك والطواشية وغير ذلك، وقد ضاع له عند الناس أضعاف ذلك. ووجد له من الغلال في الشون ما لا يحصى من المغل … وهذا الموجود يقارب موجود الصاحب علم الدين بن زنبور.

ثم أن بعض الناس قبض على الأمير محمود بن مكانه من كوم الجارح وأحضره إلى السلطان، فلما مثل بين يديه رسم بتسليمه هو وولده محمد إلى شاد الدواوين، فسجنهما بخزانة شمايل، فزالت عنه الدنيا كأنها لم تكن. وقيل في المعنى:

وان امرأ دنياه أكبر همه … لمستمسك منها بحبل غرور

وفي هذه السنة وقع الغلاء العظيم بمصر، فرسم السلطان بأن يعمل في كل يوم عشرون اردبا من الدقيق خبزا ويفرق على الفقراء والمساكين وفي الزوايا، فلما اشتد الأمر بذلك توجه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني إلى الجامع الأزهر، واجتمع من الخلائق ما لا يحصى، ودعوا الله تعالى في كشف ذلك عن الناس … وقد اجتمع الغلاء والفناء في تلك السنة.

وفي أواخر هذه السنة حضر إلى الأبوبا الشريفة قاصد من عند قرا يوسف بن قرا محمد، وحضر صحبته شخص من التتر قيل أنه من قرابة تمرلنك، وذكروا أن تمرلنك لما رحل جعله نائبا عنه بالرها، فنزل في بعض الأيام ليتصيد، فسمع به قرا يوسف، فركب مع جماعة من التركمان فقبض عليه وهو سكران وقيده وأرسله إلى السلطان، فلما مثل بين يديه أمر بسجنه في خزانة شمايل.

وفيها خلع على الصاحب سعد الدين بن البقري واستقر به وزيرا عوضا عن مبارك شاه، وخلع على القاضي بدر الدين بن الطوخي واستقر به ناظر النظار.

وفي هذه السنة كانت وفاة المقر السيفي سودون الفخري الشيخوني نائب السلطنة بالديار المصرية، وتوفى الصاحب محمد بن رجب بن كلبك، وغير ذلك جماعة من الأعيان والعلماء.

[سنة تسع وتسعين وسبعمائة (١٣٩٧ م)]

فيها حضر قاصد من عند تمرلنك يلطب أطلمش الذي كان قد أمسكه قرا يوسف كما تقدم، فأرسل السلطان يقول لتمرلنك: "ما أطلق لك أطلمش حتى تطلق أنت من عندك من النواب ومن الأسرى الذين أسرتهم من البلاد". .. فعاد الجواب إلى تمرلنك بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>