قال الكندي:"كان عبد الله بن أبي السرح أخا الإمام عثمان بن عفان من الرضاع، فلما تولى على مصر رحل عنها عمرو بن العاص وأتى المدينة الشريفة، فلما استقر ابن أبي السرح بمصر جبى خراجها في تلك السنة أربعة عشر ألف ألف دينار، فلما وصل خراج مصر إلى الإمام عثمان بن عفان نظر إلى عمرو بن العاص وقال:" لقد درت اللقحة بعدك يا عمرو ". فقال له:" نعم، ولكن أجاعت أولادها، وأن هذه الزيادة التي أخذها عبد الله ابن أبي السرح إنما هي على الجماجم ". فإنه أخذ عن كل رأس دينارا خارجا عن الخراج فحصل لأهل مصر بسبب ذلك الضرر الشامل، وكانت هذه أول شدة وقعت لأهل مصر في مبتدأ الإسلام.
وأقام عبد الله بن أبي السرح في ولايته على مصر إلى أن مات في سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل أنه مات بفلسطين ودفن بها، فكانت مدة ولايته على مصر نحو اثنتي عشرة سنة، فإنه تولى على مصر سنة خمس وعشرين وتوفي في سنة ست وثلاثين.
* ثم تولى من بعده الأمير قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري - وكان من الصحابة - فأقام في ولايته على مصر نحو اثنتي عشرة سنة، فإنه تولى على مصر سنة خمس وعشرين وتوفي في سنة ست وثلاثين.
* ثم تولى من بعده الأمير مالك بن الحارث النخعي بن الأشتر - وكان من الصحابة - فتولى على مصر في خلافة الإمام علي رضي الله تعالى عنه، وأقام في ولايته عليها إلى أن مات بها ودفن بها، وقيل أنه مات مسموما، فلما بلغ الإمام موته حزن عليه حزنا شديدا وقال:" لقد كان لي كما كنت لرسول الله ﷺ".
- الولاة زمن الأمويين
* ثم تولى من بعده الأمير محمد بن أبي بكر الصديق ﵁. تولى على مصر في خلافة معاوية بن أبي سفيان في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، وأقام بمصر حتى قتل. وكان سبب قتله أن محمد بن أبي بكر هذا كان من جملة من اجتمع على قتل الإمام عثمان بن عفان ﵁ وهو في داره يوم المقتلة فيما زعموا، واستغفر الله