للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانقل موشح مواليا بلا مينى … فأبحر الشعر مجراها من العيني

وتوفى في أيام الملك الظاهر ولده المقر الناصري محمد، وتوفى القاضي الوفائي، وابن الجزري شيخ القراءات. وتوفى الحافظ عبد الرحيم الحموي المحدث، وتوفى شيخ الزهاد محمد بن سلطان، والشيخ كمال الدين المجذوب، والشيخ عبادة المالكي، والشيخ شمس الدين الحنفي، والشيخ أبو الفتح بن أبي الوفاء، والأمير جوهر اللالا الزمام القنقباي الخازندار.

وتوفى في أيامه جماعة كثيرة من الأمراء المقدمين وأعيان الناس من الأكابر.

وتوفى في أيامه من الشعراء الشيخ تقي الدين ابن حجة صاحب شرح البديعية، توفى بحماه. وتوفى الشيخ شهاب الدين بن مبارك شاه، وكان من أعيان الشعراء. وتوفى الشيخ شمس الدين بن كميل، وكان له شعر جيد. وتوفى البدر البشتكي من أعيان الشعراء، وتوفى الشيخ شمس الدين النواجي صاحب حلبة الكميت، وكان من أعيان الشعراء، وقد رثاه الشهاب المنصوري حيث قال:

رحم الله النواجي فقد … فقد الدنيا وأبقى ما روى

وانطوى في شقة البين فيا … حسرة العشاق من بعد النوا (جى)

- ملك المنصور أبو السعادات

هو الملك المنصور أبو السعادات، فخر الدين عثمان، ابن الملك الظاهر جقمق العلائي، وهو الخامس والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الحادي عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم في العدد.

بويع بالسلطنة بعد خلع أبيه من السلطنة في يوم الخميس حادي عشرى المحرم سنة سبع وخمسين وثمانمائة (١٤٥٣ م).

تسلطن وله من العمر نحو تسع عشرة سنة. وكانت أمه أم ولد رومية الجنس، فلبس خلعة السلطنة من الدهيشة، وركب وتوجه إلى القصر الكبير والأتابكي اينال العلائي حامل القبة والطير على رأسه. فلما جلس على سرير الملك باست له الأمراء الأرض، ودقت له البشائر، ونودى باسمه في القاهرة، وضج له الناس بالدعاء - هذا كله ووالده الظاهر في قيد الحياة - فأقام اثنى عشر يوما حتى توفى والده.

<<  <  ج: ص:  >  >>