من الآيات العظيمة والأحاديث النبوية، وما خصت به من الفضائل والمحاسن والعجائب دون غيرها من البلاد، وما قاله الشعراء في وصفها.
اعلم - وفقك الله - لآن مصر من أجل البلاد قدرا.
قال تعالى مخبرا عن فرعون أنه قال:" ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي، أَفَلا تُبْصِرُونَ؟﴾ ".
وأما بالإشارة والإيماء فمنها قوله تعالى:" ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ، * وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ﴾؟ ". يعني مصر.
وأما ما ورد فيها من الأخبار النبوية فمنها قوله ﷺ:"إذا فتح لله عليكم بعدي مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا … فذلك الجند
خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة".
- ذكر حدود أرض مصر ومسافتها
قال أبو الصلت أمية الأندلسي أن حد أرض مصر في الطول من مدينة برقة إلى عقبة ايلة، وذلك نحو من أربعين يوما. ومسافة حدها في العرض من مدينة أسوان من أعمال الصعيد إلى العريش عند الشجرتين، وذلك نحو من ثلاثين يوما في مسافة العرض منها.
وكان اقليم مصر متصلا بالعمارة على شاطئ النيل كأنها مدينة واحدة مشتبكة بالأشجار المثمرة بالفواكه اليانعة والقرى العامرة، حتى قيل أن المسافر كان يسير من اسكندرية إلى أسوان بلا زاد، بل يسير في ظل وأشجار وفواكه إلى أن يصل إلى مدينة أسوان في قرى عامرة بالناس لا يحوجونه إلى زاد يحمله معه.