وفيه جاءت الأخبار بأن قد ظهر شخص يقال له ابن الفاح المشعشع وقد حصل منه غاية الفساد، وقتل من الناس ما لا يحصى، ونهب الركب العراقي. وقد أعيا أمره نائب الشام، فانزعج السلطان لهذا الخبر.
وفيه ظهر زين الدين الاستادار، وطلع إلى القلعة وقابل السلطان، فأمره بملازمة داره وألا يجتمع بأحد من الناس.
[سنة ثمان وخمسين وثمانمائة (١٤٥٤ م)]
في المحرم قرر في كتابة السر بدمشق الحافظ قطب الدين الخضيري عوضا عن صلاح الدين بن السابق، وهذه أول ولاية الخضيري لهذه الوظيفة، ثم بعد مدة جمع بين قضاء الشافعية بدمشق وكتابة سرها.
وفيه قرر أقبردي الظاهري الساقي في أتابكية حلب عوضا عن علي باي العجمي، وقرر في نيابة حلب عوضا عن أقردي قاسم بن القشاشي.
وفيه وصل قاصد علي باي الحمزاوي نائب حلب وعلى يده تقدمة حافلة إلى السلطان، وكان قد أشيع عنه العصيان والمخامرة، فبطل ذلك.
وفيه خلع السلطان على الشيخ محيي الدين الكافيجي وقرر في مشيخة الخانقاه الشيخونية عوضا عن العلائي كمال الدين بن الهمام الحنفني بحكم رغبته عنها ومجاورته بمكة المشرفة.
*****
وفي صفر رسم السلطان بنفي زين الدين الاستادار إلى القدس ويقيم به، فلما خرج إلى سبيل ابن قايماز بعث السلطان إليه من فتشه فلم يجد معه شيئا غير ثلثمائة دينار وبعض فضة، وقد كان وشى به عند السلطان بأن معه مالا، ثم رسم باعادته إلى القاهرة، وطلع إلى القلعة فأدخلوه البحرة، وأحضر إليه السلطان في يومه المعاصير وعصره فلم يقر بشيء من المال، فأجاب بأن يبيع أوقافه ويرضي السلطان، فتكلم ناظر الخاص يوسف في أمره وأحضره بين يدي السلطان وهو محمول بين أربعة، وقيل إن السلطان لم يعصره في هذه المرة بل ضربه في الدهيشة نحوا من خمسمائة عصا، فلما حضر بين يديه تكلم له تمراز الدوادار الثاني فخلع عليه السلطان وأعاده إلى الاستادارية وصرف عنها عليا بن الأهناسي، ثم أن السلطان خلع على زين الدين وقرره كاشف الكشاف بالوجهين القبلي والبحري، مضافا إلى الاستادارية، فراج أمره قليلا.