طشتمر القاسمي حاجب الحجاب، والأمير طقبغا صاووق، والأمير جركس الرسولي، وغير ذلك من الأمراء - وأرسلوهم إلى الاسكندرية.
ثم أن الأمير صرغتمش أقام في السجن نحو ثلاثة شهور وأشاعوا في القاهرة موته.
قيل أنه خنق وهو في السجن، وكان أميرا عظيما مهيبا، وكان في سعة من المال، وقد أخذ بغتة من حيث لا يشعر كما قيل في المعنى:
وأن امرأ دنياه أكبر همه … لمستمسك منها بحبل غرور
وفيها جاءت الأخبار بأن الأمير منجك اليوسفي قد أمسك، فلما حضر بين يدي السلطان كان عليه بشت عسلي وعلى رأسه مئزر صوف أبيض، فوبخه السلطان بالكلام، ثم عفا عنه ورسم له بامرة أربعين في الشام ويكون به طرخانا، فخلع عليه وخرج إلى الشام من يومه وسافر.
[سنة اثنتين وستين وسبعمائة (١٣٦١ م)]
فيها تزايدت عظمة السلطان حسن، وتناهى أمره في العلو، وكثرت مماليكه، فأهدى إليه بعض ملوك اليمن خيمة عظيمة غريبة الشكل، بها هيئة قاعة وبها حمام، وهي منقوشة بصنعة غريبة، فتوجه السلطان إلى بر الجيزة، ونزل بكوم برا ونصب هناك تلك الخيمة المقدم ذكرها، فكان أهل القاهرة يخرجون ويتوجهون إلى نحو كوم برا حتى يتفرجوا على تلك الخيمة، وفيها يقول ابن أبي حجلة:
حوت خيمة السلطان كل عجيبة … فأمسيت منها باهتا أتعجب
لساني بالتقصير فيها مقصر … وان كان في أطنابها بات يطنب
وقال فيها ايضا عفا الله عنه:
إذا ما خيمة السلطان لاحت … فقل في حسنها نظما ونثرا