للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الناس ذلك، وكانت جهات الشرقية والغربية في غاية الاضطراب بسبب فساد العربان لموت الجويلي وجور الكشاف ومشايخ العربان، والأمر في ذلك كله إلى الله تعالى.

[سنة عشرين وتسعمائة (١٥١٤ م)]

فيها، في المحرم، كان مستهل الشهر يوم الأحد المبارك، فكان الخليفة يومئذ الإمام المتوكل على الله محمد بن الإمام المستمسك بالله يعقوب ابن الإمام المتوكل على الله عبد العزيز، وسلطان الديار المصرية الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره.

وأما القضاة الأربعة أئمة الدين فالقاضي الشافعي علاء الدين الأخميمي، والقاضي الحنفي شمس الدين بن النقيب محمد السمديسي الإمام، والقاضي المالكي جلال الدين عبد الرحمن ابن الشيخ زين الدين قاسم بن قاسم، والقاضي الحنبلي شهاب الدين أحمد الفتوحي الشهير بابن النجار، وأما الأمراء المقدمون فالأمير سودون بن جاني بك الشهير بالعجمي أتابيك العساكر بالديار المصرية، والأمير أركماس بن ولي الدين أمير مجلس. وكانت إمرة السلاح يومئذ شاغرة، وبقية الأمراء المقدمين على حكم ما ذكره في السنة الخالية. وفي هذه السنة تكاملت عدة الأمراء المقدمين سبعة وعشرين مقدم ألف، ويأتي الكلام على أسمائهم في مواضعه، وذلك خارجا عن إمرة السلاح فإنها كانت شاغرة.

وأما أرباب الوظائف من المباشرين فالقاضي بدر الدين محمود بن أجا الحلبي صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية، وبقية المباشرين على حكم ما تقدم ذكره في السنة الخالية.

فلما كان مستهل الشهر طلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالعام الجديد، فبالغ السلطان في إكرامهم وقام إليهم فسلموا ونزلوا إلى دورهم.

وفي يوم الثلاثاء ثالثه جلس السلطان بالميدان وعين إلى خاصكيته خوذا ولبوس خيل من خاصات البركستوانات، وقيل ذلك بمدة فرق عليهم سيوفا مسقطة بفضة وزيادات عال، حتى فرق عليهم التراكيش والقسي وقد اعتنى بهم بخلاف من تقدمه من الملوك، فإنه كان ينعم عليهم في الباطن والظاهر بالمال والإقطاعات والقماش الفاخر وغير ذلك.

وفي يوم الأربعاء رابعه وجد في سوق الغنم شخص من المماليك القرانصة وهو قتيل، وقد خنق بوتر في رقبته وعروه من أثوابه ورموه على قارعة الطريق ولم يعلم من قتله، فقيل: إن ذلك من فعل المماليك الأجلاب بسبب إقطاعه، وقد فعلوا مثل ذلك بجماعة كثيرة من المماليك القرانصة بسبب إقطاعاتهم، فقتلوا ولم تنتطح في ذاك شاتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>